العنوان: "تأثير التحول الرقمي على سوق العمل العربي"

شهد العالم العربي خلال العقد الأخير تحولات كبيرة نحو التحول الرقمي، وهو اتجاه عالمي أصبح غير قابل للتوقف. هذا الانتشار الواسع للتقنيات الجديدة والم

  • صاحب المنشور: فادية بن عطية

    ملخص النقاش:

    شهد العالم العربي خلال العقد الأخير تحولات كبيرة نحو التحول الرقمي، وهو اتجاه عالمي أصبح غير قابل للتوقف. هذا الانتشار الواسع للتقنيات الجديدة والمحتوى الرقمي ترك بصماته واضحة ليس فقط في الطريقة التي نعيش بها حياتنا اليومية ولكن أيضا كيف نعمل وكيف يتم تنظيم الأسواق العمالية. يمكن النظر إلى تأثير هذه الثورة التكنولوجية كسلاح ذو حدين؛ فمن ناحية، يوفر التحول الرقمي فرص عمل جديدة ومتنوعة وتطوير لمهارات قائمة، ومن الناحية الأخرى قد يؤدي إلى فقدان الوظائف التقليدية أو تغييرات جذرية في متطلبات القوى العاملة.

إحدى أهم النتائج لهذه التحولات هي ظهور وظائف وأعمال جديدة تمامًا كانت مستحيلة بدون وجود الإنترنت والأنظمة الرقمية المتقدمة. الأدوار مثل مطوري البرمجيات، محللي البيانات الكبيرة، خبراء الأمن السيبراني وغيرها من المناصب ذات الصلة بالتكنولوجيا تشكل الآن جزءا أساسيا من اقتصاد العديد من الدول العربية. بالإضافة لذلك، هناك زيادة ملحوظة في طلب الشركات على موظفين قادرين على التعامل مع الأمور المالية والأداريه عبر الانترنت مما خلق فرصة للعديد ممن لديهم المهارات اللازمة.

التغييرات المحتملة

لكن الجانب الآخر للموضوع يتضمن تهديدا حقيقيا لوظائف تقليدية عديدة. الروبوتات والتطبيقات الذكية تتزايد قدرتها باستمرار على أداء المهام البشرية بكفاءة أكبر وبسرعة أكبر وبأقل تكلفة. الصناعة المصرفية، التصنيع والخدمات اللوجستية كلها مجالات شهدت بالفعل عمليات الاستبدال الجماعية للعامل البشري بالأتمتة. حتى القطاعات الخدمية مثل السياحة والفنادق تستخدم الآن الآلات لتوفير خدمات أكثر فعالية وفي بعض الحالات تكتمل العملية بأكملها دون تدخل بشري.

ومن هنا يأتي التساؤل حول كيفية مواجهة هذه التدفقات المستمرة للتوظيف الجديد وإعادة تعريف التعليم والإعداد الوظيفي لضمان استيعاب المجتمع المحلي لحركة السوق الجديدة. يتعين علينا كمجتمع عربي أن نوفر الدعم والحوافز للشباب لدخول مجال العلوم التطبيقية والتقنية وأن نساعد الأفراد الذين تم طردهم بسبب الأتمتة بأن نحثهم على إعادة التأهيل المهني لتحقيق اندماج أفضل داخل الاقتصاد الحديث

.


سند بن داوود

8 مدونة المشاركات

التعليقات