- صاحب المنشور: هالة الصديقي
ملخص النقاش:
التعليم يعد أحد أهم الأدوات التي يمكن استخدامها لبناء جسر بين مختلف التنوعات الثقافية والاجتماعية داخل المجتمع. إنه ليس مجرد عملية نقل المعرفة؛ بل هو أيضًا وسيلة لتعزيز الفهم المتبادل، وتنمية القيم المشتركة، وبالتالي تعزيز السلام الاجتماعي والاستقرار. عندما يتم تصميم المناهج الدراسية بطريقة تتضمن دروسًا حول الحوار والحوار الصحي، واحترام الاختلافات، والتسامح، فإن هذا يخلق بيئة تعلم تهدف إلى تشكيل أفراد قادرين على العيش جنبًا إلى جنب مع الآخرين بروح من الانسجام والاحترام.
في العديد من البلدان ذات التركيبة السكانية المتنوعة، يستغل النظام التعليمي فرصته لتقديم نماذج متنوعة ومبتكرة للتدريس الذي يركز على هذه الجوانب. يُعتبر التعلم المشترك عبر الحدود الثقافية والأثنية طريقة فعالة للغاية لتحقيق الهدف المنشود وهو خلق أرض خصبة للتفاهم المتبادل. ومن خلال إدراج القصص التاريخية والشعر والموسيقى والمأكولات التقليدية لأفراد المجتمع المختلفة كجزء من البرنامج الأكاديمي اليومي، يمكن للمدارس الجامعات إظهار كيف يساهم كل ثقافة بشكل فريد في الغنى العام للمجتمع.
بالإضافة لذلك، يلعب الأساتذة دور المحرض الأساسي هنا. إنهم يعملون كمحاور رئيسيين يساعدون الطلاب على النظر خارج نطاق وجهات نظرهم الخاصة لفهم أفضل للأشخاص الذين قد يبدو مختلفة بالنسبة لهم. ويمكن تحقيق ذلك باستخدام وسائل مثل المناظرات، ورسم الخرائط الذهنية للتجارب الشخصية لكل طالب، وتمارين "الجلوس جانباً". حيث يتولى الطالب مسؤوليات زميل آخر لديه خلفية اجتماعية أو اقتصادية أو عرقية مغايرة لخلفيات معظم الفصل - مما يعطي نظرة قيمة لكيفية تأثير البيئات المحيطة على حياة الناس وأهدافهم وآمالهم.
وفيما يتعلق بالبحث العلمي والإعلام، هنالك حاجة ملحة للاستثمار فيه أيضا. فهذه القطاعات قادرة على المساهمة بقوة في زيادة فهم الجمهور الواسع لما يحدث بالفعل عند تقاطع الثقافات والثنائيات الأخرى المرتبطة بها. ويجب أن تكون تلك الرواية شاملة وغير متحيزة قدر الإمكان حتى تتمكن من إعادة إنتاج الواقع بأمانة وشفافية كاملة. وهذا يقودنا مباشرة نحو قضية مهمة وهي موضوع حرية الصحافة ومدى ارتباطها بالأمن المجتمعي واستدامته.
وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة نحو تقدم كبير في مجال التربية والتواصل الإعلامي، إلا أنه تبقى هناك تحديات تحتاج لمواجهتها والتغلب عليها. ومن بين الأمور الملحة رفع مستويات التحيز والكراهية المستشرية ضمن بعض قطاعات المجتمع والتي غالبا ما ترتكز على معلومات غير دقيقة أو مشوهّة بشأن مجموعات الأقليات الكبيرة والصغيرة alike. وهنا تكمن أهمية نشر المعلومات المؤكدة والموثوقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الرئيسة للنشر المرئي والمسموع بالإضافة للمقالات المكتوبة المنتشرة تحت مظلة العديد من المواقع الإلكترونية العالمية والعربية أيضاً!
لذا، فالرسالة واضحة: التعليم هو المفتاح لإحداث تغيير هائل وإيجابي في وجهتنا الاجتماعية العامة تجاه التنويع الثقافي والديني والاقتصادي والسياسي والجنساني كذلك! إنها دعوة لنا جميعاً لنعمل سويا بإستراتيجيات مدروسه تستند دائماً على الحب والتفهم والتسامح... لأن العالم بحاجة لعقول جديدة ترعى روح الهوية الإنسانية المشركة فيما بين البشر كافة بغض النظرعن فروقات تبدو اختلافات سطحية بعيدة كل البعد عمّا يوحد الجميع داخلياً !