- صاحب المنشور: الخزرجي الصديقي
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، تعدّ التقنيات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. تتفاوت تأثيرات هذه الثورة التكنولوجية عبر الفئات العمرية، وموضوع هذا المقال هو فحص تأثيرها المتباين على الصحة النفسية بين الجيل الحديث والجيل السابق له.
يُظهر التحليل الأولي للبيانات اختلافًا واضحًا في كيفية التعامل مع الضغوط العصبية الناجمة عن استخدام الإنترنت والأجهزة الذكية. يشير بعض الدراسات إلى زيادة حالات القلق والإجهاد لدى الشباب بفضل الانشغال المستمر بالتحديثات والتواصل الاجتماعي. قد يعزى ذلك جزئيًا إلى ضغط "التواجد الدائم" الذي يفرضه التواصل الإلكتروني، حيث يمكن للمستخدمين تلقي الرسائل والاستجابات في أي وقت وفي أي مكان.
من ناحية أخرى، يبدو جيل الوالدين أقل عرضة لهذه الأنواع من المشكلات. ربما يرجع ذلك إلى تجربتهم وتكييفهم التدريجي للتغيير التكنولوجي، مما أعطاهم الوقت الكافي لتطوير آليات coping (آليات التأقلم) الخاصة بهم. بالإضافة لذلك، غالبًا ما يتمتع كبار السن بأوقات فراغ أكبر للاسترخاء بعيداً عن الشاشة.
دور وسائل التواصل الاجتماعي
وسائل التواصل الاجتماعي هي أحد أهم الأدوات التي أثرت بشدة على الصحة النفسية للأجيال الشابة. العديد منهم يستخدمون هذه المنصات لفترات طويلة يوميًا، الأمر الذي قد يؤدي لمشاكل مثل الوحدة والشعور بعدم الاعتراف أو عدم القدرة على قطع الاتصال عند الحاجة إليه. بالمقابل، فإن كبار السن أكثر حذرًا فيما يتعلق باستخدامهذه الوسائط وقد يعتمدون عليها بدرجة أقل بكثير.
العوامل المؤثرة الأخرى
بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا، هناك عوامل أخرى تساهم أيضًا في الاختلافات المرصودة في الصحة النفسية بين الأجيال. على سبيل المثال، ينظر بعض الباحثين إلى البيئة المنزلية كمؤثر مهم. فقد كانت الأسرة الأكبر حجمًا التقليدية تتيح شبكة دعامة اجتماعية أقوى للجهات التي تعاني من متاعب نفسية قبل انتشار التكنولوجيا الحديثة كما نراها اليوم.
هذه الصورة العامة تحتاج للدراسة العلمية الأكثر تفصيلاً للحصول على فهم كامل لها ولكنها توضح كيف يمكن أن تكون تكنولوجيا المعلومات مصدر قلق بالنسبة لنا جميعا ولكنه أيضا فرصة فريدة لتحسين نوعية الحياة إذا تم استخدامه بحكمة وبشكل مدروس.