الصراع العربي الإسرائيلي: جذور الأزمة والحلول المحتملة

يعد الصراع العربي الإسرائيلي واحداً من أكثر النزاعات تعقيداً في العالم الحديث. هذا الصراع الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، يرتكز أساساً على ا

  • صاحب المنشور: عاطف الفاسي

    ملخص النقاش:

    يعد الصراع العربي الإسرائيلي واحداً من أكثر النزاعات تعقيداً في العالم الحديث. هذا الصراع الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، يرتكز أساساً على القضايا المتعلقة بالهوية الوطنية والحقوق التاريخية للأرض الفلسطينية. ورغم الجهود الدولية العديدة لإيجاد حلول دائمة للنزاع، إلا أنه مازال قائماً حتى الآن.

تتضمن جذور هذه الأزمة التي يمكن تتبعها منذ الحقبة العثمانية، حيث كانت فلسطين منطقة خاضعة للإمبراطورية العثمانية قبل الحرب العالمية الأولى. بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، تم وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني بموجب اتفاقيات سايكس-بيكو عام 1916 وبقرار عصبة الأمم عام 1922. وفي تلك الفترة، بدأ موجة التطعير اليهودي نحو البلاد مما أدى لاحقاً لتأسيس دولة إسرائيل عام 1948.

التطورات الحديثة

منذ إنشاء الدولة الإسرائيلية، شهدنا العديد من الحروب والصراعات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. حرب الستة أيام عام 1967 وخروج الضفة الغربية وغزة من سيطرة المملكة العربية الهاشمية والأردن، بالإضافة للاجئين الفلسطنين الذين أصبح عددهم تقريباً ثلاثة ملايين نسمة خارج وطنهم الأصلي. وقد ظل الوضع متوتراً بسبب الاحتلال المستمر لهذه المناطق والمعاملة غير العادلة للفلسطينيين المقيمين داخل الخط الأخضر.

لقد مرّت عملية السلام عدة مراحل وأثبتت عدم كفايتها لتحقيق الحل الدائم. كان مؤتمر مدريد عام 1991 بداية المسار الحالي لكن المفاوضات لم تؤدي لأكثر من اتفاقيات مرحلية مثل اتفاقيات أوسلو عام 1993 والتي أدت للحكم الذاتي المؤقت في بعض مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.

الحلول المحتملة

إن تحقيق سلام دائم يتطلب جهودا جبارة وموقف دولي ثابت حول قضيتين رئيسيتين هما انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل وغير المشروط من جميع الأراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة فوق حدود الرابع من يونيو/حزيران لسنة ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية مع الحفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار ٢٤٢ للأمم المتحدة والذي يدعو لحل عادل لقضية اللاجئين بناءً على قرار الجمعية العامة رقم ١٩٤.

كما تعتبر إعادة النظر في السياسات المحلية والدولية بشأن دعم كلا الطرفين ضرورية أيضا. فالولايات المتحدة الأمريكية لها دور كبير كونها داعماً رئيسياً لدولة إسرائيل وهي تحتاج لأن تلعب دوراً محايداً وطرفاً فاعلاً في العملية السياسية وليس مجرد مراقب.

وفي النهاية، يبدو واضحًا أنه بدون وجود حل دبلوماسي شامل يشمل الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وأن تكون له دولة قابلة للعيش ضمن الحدود المعترف بها دوليا فإن احتمالية حدوث صلح مستقر ستظل بعيدة المنال.


السقاط التازي

7 مدونة المشاركات

التعليقات