- صاحب المنشور: طيبة الحدادي
ملخص النقاش:
مع التطور المتسارع للتكنولوجيا الحديثة، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. رغم الفوائد الواضحة التي يوفرها هذا التقنية مثل زيادة الكفاءة والتقدم الطبي, إلا أنه يحمل أيضاً مجموعة من التحديات الأخلاقية والقضايا المتعلقة بالخصوصية. إحدى أكبر القلقات هي كيفية التعامل مع البيانات الشخصية وكيف يمكن استغلال هذه المعلومات بدون موافقة صريحة أو احترام للخصوصية.
الأبعاد الأخلاقية للذكاء الاصطناعي
في مجال البحث العلمي والأعمال التجارية, غالبًا ما يتم جمع بيانات شخصية هائلة للاستفادة من التحليلات المتعمقة لتوقع السلوك البشري وتحسين الخدمات المقدمة. ولكن, هل نحن مستعدين كأفراد للمشاركة بنشاطينا وأحوالنا الصحية وأكثر من ذلك بكثير؟ هناك نقاش حاد حول الشفافية والموافقة المستنيرة - كيف ينبغي للإنسان أن يعلم بأنه أُخذت عينات من بياناته وتستخدم لأهداف مختلفة عما تم الاتفاق عليه عند تقديم تلك البيانات؟
كما طرح مصطلح "التحيّز" نفسه بقوة. عندما يقوم الخوارزميات بتوليد قرارات بناءً على البيانات التدريبية, فإن أي تحيزات موجودة ضمن البيانات ستعكس بالتالي في القرار النهائي. وهذا له آثار عميقة خاصة عندما يتعلق الأمر بمجالات حساسة كالتمييز العنصري والجندري وغيرهما. الهدف هنا ليس تقويض دور الذكاء الاصطناعي ولكنه التأكد بأن تطوراته تكون متوازنة وبإطار أخلاقي واضح.
خصوصيتنا في العصر الحديث
لقد تغير تعريف الخصوصية تماما خلال السنوات الأخيرة بسبب انتشار الإنترنت والبيانات الضخمة. بينما قد نعتقد بأننا نحافظ على سرية معلوماتنا الخاصة عبر تنظيم حساباتنا الاجتماعية وإعدادات خصوصيتها, الواقع مختلف. الشركات تتبع الكثير عن تصرفات المستخدمين حتى لو لم تكن مكتوبة مباشرة في الملف الشخصي. بالإضافة إلى ذلك, ليست جميع الدول لديها قوانين قوية لحماية حقوق المواطنين فيما يتعلق ببث المعلومات الشخصية واستخدامها تجاريا.
وفي ظل هذه الظروف المعقدة, يأتي دور الحكومات والحوكمة العالمية لاتخاذ إجراءات جذرية لوضع حدود واضحة وفعالة للأمان الإلكتروني وتدابير الحفاظ على الخصوصية. ربما سيصبح الأمر أكثر تعقيدا لكن الحاجة الملحة لتحقيق توازن بين تقدم التكنولوجيا والمعايير الإنسانية هو أمر لا يقبل الجدل.
إن فهم وتعزيز ثقتنا في عالم يسوده الذكاء الاصطناعي يتطلب تطوير ثقافة تراعي القيم الدينية والأخلاقية والثقة بالنفس. بهذه الطريقة فقط سنكون قادرين على تحقيق الاستفادة القصوى مما تقدمه لنا الثورة الصناعية الجديدة بطرق امنة ومستدامة لكل البشرية.