• صاحب المنشور: سند القيسي
  
  ملخص النقاش:
  

  غالبًا ما ينظر إلى الإسلام على أنه دين العنف والتطرف بسبب بعض الأحاديث والآيات التي تُستخدم خارج سياقها. ولكن عند دراسة نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بإمعان، يتضح أن مفهوم السلام (السلام) هو أحد أهم القيم الأساسية في هذه العقيدة الدينية العالمية. هذا المقال يستكشف كيف يعكس الإسلام رسالة سلام عميقة الجذور وكيف تتجلى هذه الرسائل في حياتنا اليومية.

السلام كأمر عظيم في القرآن

وردت كلمة "السلام" أو مشتقّاتها أكثر من 60 مرة في القرآن الكريم، مما يشير إلى أهميتها الكبيرة ضمن الدين الإسلامي. يذكر الله سبحانه وتعالى نفسه بأنه "السلام" ويعبر عنه بذلك في العديد من الآيات مثل قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]. كما أكد الله عز وجل على ضرورة نشر السلام بين المؤمنين فقال: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء:86]، وهذا يدل على أهمية الاحترام المتبادل والحفاظ على طابع الرحمة والمودة في مجتمع المسلم.

الحديث النبوي وأثره في تعزيز قيمة السلام

بجانب الوحي الإلهي، قدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم توجيهات واضحة حول تحقيق السلام الداخلي والخارجي للمؤمنين. فعندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره» [رواه البخاري ومسلم]، فهذا يعني بأن التعامل مع الغير بأمانة واحترام يعد جزءاً لا يتجزأ من إيمان المرء.

بالإضافة لذلك، عندما أمرنا الرسول الكريم بتحية المسلمين قائلاً:

«إذا لقيتم أهل الكتاب - اليهود والنصارى وغيرهم ممن لهم كتاب - فتولَّوهم»، فإن الفكرة الرئيسية هنا هي تقديس الحياة الإنسانية وإظهار الاحترام لها بغض النظر عن خلفيات الناس المختلفة.