- صاحب المنشور: هديل البوخاري
ملخص النقاش:
في عصرنا الرقمي الحالي، أصبح العالم أكثر ترابطاً وترابطاً عبر التقنيات المتطورة مثل الإنترنت والتطبيقات الذكية. بينما تقدم هذه التكنولوجيا العديد من الفوائد، بما في ذلك الوصول السريع للمعلومات، الترفيه الإلكتروني، التعليم الافتراضي، والعمل عن بعد، إلا أنها خلقت أيضاً مجموعة معقدة من القضايا المتعلقة بالخصوصية الشخصية. يتناول هذا المقال جوانب مختلفة لهذا الموضوع الحيوي الذي يشكل أحد أكبر التحديات التي نواجهها اليوم.
جوهر المشكلة:
تعتمد شركات التكنولوجيا الكبرى على البيانات الشخصية كمحرك أساسي لنموذج أعمالها. يمكن لهذه الشركات جمع معلومات دقيقة حول اهتمامات الأفراد وعاداتهم وشرائدهم ومواقعهم الجغرافية واستخداماتها عبر الشبكة العنكبوتية وغيرها الكثير. قد يستخدم البعض تلك المعلومات بطرق بناءة لتحسين الخدمات المقدمة؛ لكن الجانب الآخر الأكثر قلقًا يتمثل فيما يسمى "بيع" بيانات المستخدمين لشركات أخرى أو استخدامها لأغراض غير أخلاقية.
آثار انتهاكات الخصوصية:
يمكن أن يؤدي تسريب البيانات إلى عواقب وخيمة تتجاوز مجرد فقدان الثقة لدى العملاء. فالهجمات السيبرانية وانتشار الأخبار الزائفة هما نتائج محتملة مباشرة للانتهاكات الأمنية. بالإضافة لذلك، هناك مخاوف بشأن تأثير التجسس الحكومي على الحقوق المدنية والحريات الأساسية للأفراد. كما تشير بعض الدراسات إلى علاقة بين التعرض المستمر للإعلان والإدمان المحتمل لمحتوى سلبي مما يضغط على الصحة النفسية للأشخاص خاصة الأطفال والمراهقين الذين يقضون وقت طويل أمام الشاشات.
الحلول المقترحة:
لحماية خصوصيتنا في عالم متصل رقميًّا، نحتاج لاتخاذ خطوات جذرية ومتكاملة. ومن بين أهم الخطوات التصميم المبني على حماية الخصوصية منذ بداية تطوير المنتجات التكنولوجية حيث يُعطي الأولوية للحفاظ على حقوق الناس فوق الربحية القصيرة الأجل للشركات. أيضًا يوجد دور مهم للقوانين الدولية والمعايير الصارمة لحماية بيانات الأشخاص والتي تعمل بالفعل دول عديدة على وضعها وتفعيلها كاللوائح العامة لحماية البيانات الأوروبية GDPR مثلاً. وبجانب جهود الحكومة والشركات الخاصة، يلعب كل مستخدم لدور كبير أيضا وذلك باتباع أفضل الممارسات لتأمين حساباته وكلمات المرور فضلا عمّا ذُكر سابقاً وهو مطالبة الشركات الواضحة والصريحة بكيفية تعاملها مع البيانات وما هي الغرض منها حقا قبل الموافقة عليها مطلقا.
وفي نهاية المطاف، فإن تحقيق توازن صحيح بين الاستفادة من الإمكانيات العظيمة للتكنولوجيا الحديثة وفي الوقت نفسه ضمان سلامة وأمن المعلومات الشخصية أمر حيوي لصالح مجتمع رقمي آمن وصحي وقادر على البقاء والأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع أفراده بلا استثناء.