- صاحب المنشور: عبد الودود المجدوب
ملخص النقاش:
في ظل التغييرات الجذرية التي شهدتها الحياة الحديثة، برزت الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في طرق التعليم التقليدية. فبينما يقف العالم على عتبة الثورة الصناعية الرابعة، يبدو التحول نحو التعلم الرقمي أكثر ضرورة من أي وقت مضى. يقابل هذا التحول العديد من التحديات والفرص للمجتمعات العربية والعالم الإسلامي ككل.
التحديات الرئيسية أمام التربية الرقمية
الفجوة الرقمية
أحد أكبر العوائق التي تواجه التحول الرقمي هي "الفجوة الرقمية"، والتي تشير إلى عدم المساواة بين الأشخاص الذين لديهم القدرة على الوصول إلى الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم هذه الوسائل الأساسية. وفي المنطقة العربية تحديدًا، قد تكون هذه القضية أكثر حدة بسبب نقص البنية التحتية للإنترنت وضعف الخدمات المتاحة له. تفاقم جائحة كورونا من هذه المشكلة حيث اضطرت المدارس لإغلاق أبوابها مما أدى إلى توسيع الهوة بين الطلاب الذين يمكنهم الاستفادة من الدروس عبر الإنترنت والبقية غير قادرين على ذلك.
جودة المحتوى والأمان
كما ينبغي معالجة قضايا تتعلق بجودة المحتوى الذي يتم تقديمه رقميًا ومصادقيته. هناك مخاطر محتملة لاستخدام مواد تعليمية غير مؤهلة أو مثيرة للجدل والتي قد تتعارض مع القيم والمبادئ الإسلامية. بالإضافة لذلك، يعد ضمان الأمن السيبراني أمر حيوي لحماية خصوصية بيانات الأطفال والمعلمين وكذلك تأمين المنصة نفسها ضد الاختراقات والتعديلات الغير مصرح بها.
مهارات التدريس والاستعداد النفسي لدى المعلمين والموظفين الإداريين
يتطلب الانتقال نحو بيئة تعلم رقمية امتلاك المهارات المناسبة للتكنولوجيا واستراتيجيات تدريس فعالة تناسب الوسيط الجديد. يشمل ذلك قدرتهم على تصميم دروس جذابة وجاذبة باستخدام الأدوات الرقمية المختلفة مثل مواقع الويب والإصدارات الرقمية وقنوات التواصل الاجتماعي وما شابه تلك الأنواع الأخرى من وسائل الإعلام متعددة الوظائف وغير تقليدية سابقاً .
وفي الوقت ذاته، يتطلب الأمر فهم كيفية تحقيق التفاعل العقلي والشخصي اللازم لخلق تجربة تعليم ممتعة ومتكاملة بنفس مستوى الأسلوب القديم رغم البيئة الجديدة والطريقة الجديدة تمامًا للعرض والتقديم.
الفرص المستقبلية
على الرغم من كل هذه العراقيل، فإن التحول نحو بيئات التعلم الإلكترونية يحمل أيضًا فرصًا كبيرة لتحسين النظام الحالي للأمر التعليمي وكفاءته الشاملة وذلك فيما يلي :
مرونة الزمن والمكان
توفر البرامج التعليمية الإلكترونية فرصة رائعة لعصرنة عملية التعلم بناءً على رغبات واحتياجات الأفراد إذ يمكن اعتباره خيار مناسب للأشخاص المقيد بمواقيت محددة وبالتالي فهو أداة مجدية لمن يريد تنظيم وقته بحرية سواء كانوا طلاباً أم مستخدمين للإدارة الذاتية خلال عمل هم الآخرين كذلك ! كما أنها توفر حلولا مناسبة لمن يعيش بعيد مسافة كبيرعن أقرب مؤسسة تربويه رسمية وقد تكون جزء مهم أيضا لفكرة العمل عن بعد بعد انتهاء جائحه الكورونا وإعادة ترتيب الأولويات العامة حول الصحة والحفاظ عليها .
تطوير المهارات اللوجستيكية لكل مشاركين
سيُظهر تبني المدراس والكليات والمعاهد الجامعية للنظام الجديد اهتماما بالغا بتعزيز مهارات الاتصال والفهم الذاتي وهي واحدة من أهم نقاط ضعف الطلبة العرب حالياً وهذه الخطوة سوف تساهم بلا شك في دعم هؤلاء الشباب لتطوير مكانت عملهم الخاص بهم وخارج نطاق الدراسات الأكاديمية أيضاً إن أخذ بعين الاعتبار مدى تأثير الانترنت والثورة التقنية العالمية الواسع والصاعق اليوم .