- صاحب المنشور: إكرام بن العيد
ملخص النقاش:تُعدّ تحويل الطاقة الشمسية واحدة من أكثر التقنيات الواعدة التي يمكنها حل مشكلة ندرة الوقود الأحفوري وتغير المناخ. وهي عملية مستدامة وطويلة المدى تعكس أهميتها كجزء حيوي من استراتيجياتنا العالمية لمواجهة تحديات الطاقة المتزايدة. لكن هذه العملية ليست خالية من التحديات؛ فهي تتطلب توفير الأبحاث والتكنولوجيا اللازمة لتحسين الكفاءة وخفض التكلفة. كما أنها تحتاج إلى تطوير بنى تحتية مناسبة لتوزيع الطاقة المنتجة.
التحولات الأساسية في مجال تكنولوجيات التحويل الشمسي تشمل الخلايا الفوتوفولتائية (PV) والألواح الحرارية. تعمل اللوحات الفوتوفولتائية على تحويل الضوء مباشرة إلى كهرباء باستخدام مواد حساسة للضوء. بينما يستخدم النظام الحراري للمجموعات الشمسيّة حرارة الشمس لرفع درجة حرارة المياه أو الهواء وبالتالي توليد البخار الذي يدفع التوربينات لإنتاج الكهرباء.
رغم التقدم الكبير في هذا المجال، إلا أنه مازال هناك العديد من العقبات أمام التطبيق الشامل لهذه التقنية. أحد أكبر المشكلات هو عدم الاتساق في الإمداد بالطاقة بسبب تقلب الطقس وعوامل أخرى مثل تغطية الغيوم. هذا يعني حاجتنا إلى تخزين فعال للكهرباء المنتجة خلال فترات الذروة لاستخدامها عند الحاجة إليها.
بالإضافة لذلك، فإن تكلفة إنتاج وصيانة الأنظمة الشمسية تبقى عائقاً رئيسياً أمام اعتماد واسع النطاق لها خصوصا بالنسبة للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. ولكن مع الاستثمارات الحكومية والدعم الدولي المتزايد، بدأت تكلفة تركيب الألواح الشمسية تتراجع بسرعة مما يجعلها أكثر جاذبية اقتصاديًا حتى لهذه الدول.
الفرص الاقتصادية والتجارية
الاعتماد العالمي على الطاقة المتجددة يحرك سوقًا عالمية كبيرة تتوقع وكالة الطاقة الدولية نموها بمعدلات مرتفعة للغاية في السنوات المقبلة. وفقا لدراسة أجرتها منظمة العمل الدولية، قد يساهم القطاع الأخضر بحلول عام ٢٠٣٠ بنسبة ١٢٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي مقارنة بخمس نقاط مئوية حاليا وهو ما يعادل حوالي ١٨٠ مليار دولار أمريكي سنويا.
هذه زيادة هائلة ستوفر فرص عمل عديدة خاصة للشباب والمجتمعات الريفية التي غالبًا ما تتمتع بالموارد الطبيعية الأنسب لتلك الصناعة الجديدة والنامية - مثل موارد الطاقة الشمسية الجبارة الموجودة في الصحراء الكبرى وأستراليا وغيرهما من المناطق القاحلة حول العالم.