- صاحب المنشور: كنعان بن تاشفين
ملخص النقاش:لقد أدى ظهور التكنولوجيا الرقمية إلى تغيير جذري في الطريقة التي يتواصل بها الناس ويتفاعلون مع بعضهم البعض. هذه التحولات ليست مجرد تحديث تقني؛ بل هي تغييرات عميقة تتعلق بالعمليات الأساسية للتواصل الاجتماعي والتواصل البشري. بينما توفر التقنيات الحديثة قدرة غير مسبوقة على الاتصال والفائدة، إلا أنها أثارت أيضاً مخاوف بشأن العزلة الاجتماعية والانعزال النفسي الذي قد ينتج عنه.
من جهة، تتيح وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر وإنستغرام للمستخدمين الحفاظ على الروابط والعلاقات حتى عندما تكون المسافات الجغرافية كبيرة أو الظروف الزمنية متباينة. يمكن للأفراد مشاركة تجارب حياتهم اليومية ومناقشة المواضيع المشتركة والشعور بأنهم جزء من شبكات عالمية واسعة. هذا يشجع الشعور بالانتماء ويقلل من الشعور بالعزلة بالنسبة للكثيرين.
مع ذلك، هناك وجه آخر لهذه العملة. الدراسات العلمية تشير إلى أن الاستخدام المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب بسبب المقارنة المستمرة بين الواقع الشخصي والحياة المتصورة المثالية عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد الكبير على الرسائل النصية والتطبيقات الأخرى غالبًا ما يحل محل اللقاءات وجهاً لوجه والمحادثات الفعلية، مما يضعف المهارات الاجتماعية الأصيلة لدى الشباب ويعزز العادات والسلوكيات الأحادية الجانب.
التوازن والوعي
لتجنب الآثار السلبية المحتملة لتكنولوجيا المعلومات والتواصل، يُشدد على أهمية تحقيق توازن سليم واستراتيجيات صحية للاستخدام. وهذا يعني تحديد وقت محدد لكل يوم لإطفاء الهواتف والأجهزة الإلكترونية والاستمتاع بالحضور الكامل أثناء الوقت الذي تقضيه مع الآخرين شخصياً. كذلك، تعزيز الدورات التعليمية حول استخدام الوسائط الجديدة بطرق فعالة وبناءة تساعد أيضا في تحسين القدرة الشخصية والثقافية حيث يتم فهم كيفية التعامل الأمثل مع هذه الأدوات الرقمية.
في النهاية، تبقى التكنولوجيا أداة هدفها الرئيسي هو خدمة الانسان. ولذلك فإنه من الضروري استثمار طاقاتنا المعرفية والنفسية والجسدية للحفاظ على علاقات اجتماعية صحية وأرض خصبة لبناء مجتمع أكثر ارتباطاً وإيجابية.