أزمة المياه الخضراء: تحديات الحفاظ على مواردنا الطبيعية الثمينة

إن موضوع إدارة وتوزيع المياه العذبة يعتبر أحد أكثر القضايا الملحة عالمياً. تعرف "المياه الخضراء" بأنها تلك التي يمكن إعادة استخدامها بعد معالجتها دون

  • صاحب المنشور: غالب بن عزوز

    ملخص النقاش:
    إن موضوع إدارة وتوزيع المياه العذبة يعتبر أحد أكثر القضايا الملحة عالمياً. تعرف "المياه الخضراء" بأنها تلك التي يمكن إعادة استخدامها بعد معالجتها دون أي ضرر بيئي أو صحّي محتمل، وهي مصدر حيوي للحلول المستدامة لأزمات نقص المياه العالمية. يشكل هذا الجانب جزءاً أساسياً من الاستراتيجيات البيئية المتعلقة بالاستخدام الرشيد للموارد وعدم الإسراف فيها، خاصة وأن نسبة كبيرة من مياه الأرض محصورة ضمن دورة مغلقة بين الأنهر والمحيطات والأرض والجليد.

مع ظهور التوقعات الديموغرافية والاقتصادية الجديدة، أصبح الطلب العالمي على الماء يتزايد بوتيرة غير مسبوقة. وفقًا لتقرير الأمم المتحدة الأخير حول المسائل المائية، هناك توقعات تشير إلى زيادة بحوالي ٢٠٪؜ في استهلاك المياه خلال العقود القليلة المقبلة. هذه الزيادة المرتقبة ستكون مدفوعة بتوسع السكان والنظام الغذائي العالمي المتغير الذي يتطلب كميات أكبر بكثير من المياه لإنتاج الغذاء مقارنة بالنظم التقليدية للزراعة. بالإضافة لذلك، فإن المدن الكبرى ذات الكثافة السكانية العالية تواجه بالفعل ضغوطا هائلة بسبب محدوديتها المحلية فيما يتعلق بالموارد المائية.

الفوائد المحتملة للمياه الخضراء

تعد المياه المعاد تدويرها -أو كما تسمى أيضًا "المياه الخضراء"- حلاً مستقبلياً رئيسياً لمواجهة هذه الأزمة الوشيكة. حيث توفر العديد من المنافع الاقتصادية والعلمية والبيئية الهامة. اقتصاديا، تعتبر عمليات معالجة المياه قبل إعادة استخدامِها أقل تكلفة بكثير مقارنة ببناء شبكات جديدة لنقل المياه لمسافات طويلة أو تحلية ملوحة البحار. علمياً، تتمتع تكنولوجيا تصفية وإعادة تعقيم المياه بمستويات عالية جديرة بالإشادة مما يحافظ عليها آمنة للإنسان والكائنات الأخرى عند الانتهاء منها بشكل صحيح. أخيرا وليس آخراً، يتمثل الجانب البيئي لهذه العملية في تقليل الضغط على البيئة عبر توفير احتياطي طبيعي جديد ومستمر لدورات حياة غنية ومتنوعة للنباتات والحيوانات البرية والبحرية كذلك.

التحديات والتحديات المقترحة

على الرغم من ذلك، ليست كل جوانب الاعتماد الكبير على المياه المعاد تدويرها خالية تمامًا من المخاطر؛ فمن أهم المشاكل التي قد تؤدي إليها هي التأثيرات الصحية الخطرة الناجمة عن عدم اتباع إجراءات المواصفات الصارمة أثناء عملية التعامل مع مثل تلك الخامات الوسيطة. ثاني هذه المشكلات هو الجوانب الاجتماعية المتعلقة برفض المجتمع لاستخدامه بسبب الاعتبارات الثقافية والدينية المختلفة بشأن نظافته مناسبية تناوله للشرب وغيره من الاستعمالات الشخصية الخاصة بالحياة اليومية للأسر البشرية. علاوة على ذلك، هنالك تساؤلات فلسفية عميقة تطرح نفسها بقوة هنا وهي متعلقة بأهمية حدود الحدود القانونية الدولية لحماية حقوق الإنسان الأساسية كحق الوصول لكفاية المياه الآمنة اللائقة للاستعمال الشخصي والحاجة الإنسانية العامة بغض النظر عن الموقع الجغرافي لهؤلاء الأشخاص الذين قد يعيشون بعيدا عن مناطق إنتاج هذه الموارد النادرة الشحيحة أصلا حاليا وللمدى المنظور أيضا! وبما أنه ليس أمام العالم حلول أخرى واقعية باستنثاء إيجاد طرق مبتكرة لتحسين قدرة تخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح واستخدام طاقات متجددة أكثر كفاءة وكفاءتها أعلى للسحب وتعزيز القدرة الذاتية للاحتباس الحراري لشبكات توصيل المياه الرئيسية داخل البلدان وخارجها سيصبح بالتأكيد فرض واقع جديد يستوجب تعديلات قانونية واجتماعية وأخلاقية واسعة النطاق للتكيف معه بدون تأجيل مطلقا!. وفي نهاية المطاف يبدو واضحاً جليا ان التحرك نحو نظام دولي متعدد الأطراف فعَّال فعاليَّة يُمكِّن ويُمكن فيه للدول جميعها من العمل سوياً بروح إصلاح عادل وعالم


الغالي بن شقرون

4 مدونة المشاركات

التعليقات