في هذا المقال، نستعرض رحلة النبي محمد ﷺ، خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق. إنه الرحمة المهداة، الذي أكمل الدين وأتم الرسالة الإلهية، ليظهر الدين الحق على جميع الأديان. لقد حمل الحواريون من أصحابه رسالته، فقاموا بواجب التبليغ وأدوا الأمانة التي حملوها. إنهم منارة مقتبسة من نوره، فرضى عنهم ورحم الإنسانية بما اقتبسوا من معاني الرسالة المحمدية.
يا رسول الله، إن الله خلقك بشرا سويا، ولكنك فوق سائر البشر. أثرك التي حملتها الأجيال من بعدك فوق القدر. نحن معشر المتبعين لك إن كان فينا شرف هذا الاتباع إنما ندرك بالتصوير أمثالنا. فمن خواطرنا ومنازع نفوسنا نتعرف نفوس غيرنا، ونحكم على أحوالهم. ولكنك يا رسول الله في علو لا نصل إليه، وفي سماك لا نراه. ليس منا من يضاهئك حتى نتمثله ونتخيله.
لقد كتبنا في أئمة أعلام قد قبسوا من نورك قبسة أو قبسات، أدركنا نورهم ووفقنا الله تعالى إلى ما نحسب أننا وصلنا فيه إلى ما يفيد. وبمقدار ما قبسوا كنا ندرك ما به شرفوا وما به أصابوا واهتدوا. فلما جئنا إلى ساحتك وحاولنا أن ندخل إليها، غمرنا النور وكف أبصارنا الضوء المنير. أما ما هو أعلى، فأصابتنا الحيرة، ولا هادي لنا يخرجنا منها إلا أن تكون الهداية من الله تعالى كما أمر إذ قال سبحانه: "قل إن الهدى هدى الله". فليس لنا إلا أن نلجأ إليه ضارعين أن يهدينا لتصوير شخصك الطاهر المطهر، أو لتقريبه إذا كان التصوير فوق طاقتنا وأعلى من أن نصل إليه.
إن التقريب يحل عند العجز محل التسديد، والعجز مغفور، والقاصر معذور، والله عفو غفور. يا رسول الله، نحن معشر المتبعين لك نضرع إلى الله أن ينالنا بغفرانه إن تسامينا محاولين الوصول إلى الكتابة فيك. المعذرة قائمة والقصور ثابت، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
إن محمد ﷺ هو الرحمة المهداة للعالمين، الذي جاء بالهدى ودين الحق. إنه النور الذي أضاء الظلمات وأرشد البشرية إلى طريق الهداية. رحلته هي رحلة في نور الهداية، التي لا يمكن لأمثالنا أن تدركها إلا بالتقرب واللجوء إلى الله تعالى.
