ليس هناك من كلام يقارب جمال حروف المحبة حين تتحدث عن الوطنية. إنها الروابط الروحية التي تربط الإنسان بجذوره، بتاريخه، بمكان ميلاده. هذا هو شعوري عندما أتحدث عن المملكة العربية السعودية، وطنه القيم والأمجاد, الأحضان الدافئة والأراضي الطاهرة.
الوطن بالنسبة لنا ليس مجرد جغرافيا محددة على خرائط العالم؛ إنه القلب والنفس، العمق والتاريخ. فهو المكان الذي شهد أول خطوات طفولتنا الأولى, ومنحه الحياة لأحلامنا ورؤانا المستقبلية. تحت سمائه زرعت بذور الفخر والكرامة, وهو المصدر الثابت للحنان والدعم خلال مواجهتنا للتحديات والصعوبات.
وطننا العزيز، بلد الاحتفالات والمناسبات الغنية بالتراث والثقافة. هنا نرى التاريخ يتحدث عبر الآثار والمعابد القديمة، ويتردد صداها في القصائد الشعرية والروايات المكتوبة. يحكي الماضي عن رجال قاوموا بشجاعة ضد الظلم والاستبداد, بينما يبني الحاضر مستقبلاً أكثر ازدهاراً للجميع.
كما يقول المثل "الأوطان هي أجسامنا"، فنحن جميعاً جزء منه كما هو جزء فينا. نحن لسنا غرباء عنه مهما ابتعدنا جسديًا لأن روح الوحدة تشعر بنا دائماً بالقرب منه. حتى لو كانت المسافة تفصلنا عن أرضه الرقيقة، فإن حبّه يبقى مرسخاً بداخلنا كالسائل الدامي داخل الأعصاب.
وفي الوقت نفسه، ينبغي لنا أيضا الاعتراف بدورنا تجاه الوطن. أنه ليس عبئا فقط ولكنه مسؤولية عظيمة نحملها بفخر. يمكننا البقاء مخلصين لدستور البلاد وميثاق العدل الاجتماعي وتعزيز السلام والأمان فيها. كذلك تقديم الخدمات العامة والسعي للحفاظ على نظافتها واحترام قوانيينها وخلق جو آمن وصحي للسكان فيه.
وأخيراً، دعونا نقر بأن هذه ليست سوى لمحة عابرة لما نشعر نحو وطننا الكريم. فالکلمات قد تبدو قليلة أمام عمق مشاعرنا ومعاني حبنا لها. لذا سنواصل الكتابة والحكي والفخر بها مهما توافر الوقت والإمكانات المتاحة لتحقيق ذلك.
ختاما، لنرفع أصواتنا عالية بصوت واحد مؤكد:" أحب́كْ يا وطني".