- صاحب المنشور: فتحي الدين الكتاني
ملخص النقاش:يعدُّ تأثير الحروب والنزاعات الدولية قضية حاسمة تؤثر تأثيراً عميقاً على جوانب عديدة من الحياة الإنسانية، ومن بين هذه الجوانب جانب التعليم. ففي المناطق المتضررة من الصراعات، غالباً ما يتعطل نظام التعليم أو حتى يُلغى تمامًا بسبب الدمار الذي تسببه تلك الأحداث. هذا التعطيل يمكن أن يؤدي إلى انقطاع تعليم ملايين الطلاب، الأمر الذي له آثار طويلة المدى على التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لهذه المجتمعات.
الحروب والنزاعات ليست مجرد تهديد مباشر للحياة البدنية للناس؛ بل هي أيضًا تحديات متعددة للأطفال والشباب الذين يحرموا من فرصة الحصول على تعليم جيد. يعيش العديد منهم في مخيمات اللاجئين حيث الخدمات الأساسية كالتعليم محدودة للغاية. وفقا للأمم المتحدة، يوجد حوالي 28 مليون طفل خارج المدارس نتيجة الصراعات العسكرية حول العالم. وهذا الوضع ليس فقط يزيد الفقر ويعمق عدم المساواة الاجتماعية، ولكنه أيضاً قد يدفع البعض نحو الانخراط في أعمال غير قانونية أو الإرهابية بحثاً عن الأمن والاستقرار المعيشي.
بالإضافة لذلك، فإن التأثيرات النفسية للحروب والصراعات يمكن أن تكون مدمرة بالنسبة لأولئك الذين عاشوا تحت ظروف القتال والموت اليومية. الأطفال الذين يشهدون مثل هذه الظروف قد يكبرون وهم مصابون بالقلق والخوف مما يقيد قدرتهم على التركيز والتفاعل مع بيئة الدراسة بطريقة فعالة. بالإضافة إلى ذلك، هناك ضغط كبير لتوفير وسائل الرعاية الصحية والنفسية لهم والتي تعد جزءاً أساسياً من عملية إعادة بناء مجتمع بعد الحرب لكنها تحتاج لتمويل مستمر وموارد بشرية مؤهلة وهو أمر نادر availability أثناء فترة reconstruction post war.
على الرغم من كل التحديات، هناك جهود عالمية كبيرة تدعم حقوق التعليم خلال الفترات المضطربة. تعمل المنظمات الدولية مثل اليونسكو وأوكسفام وغيرها بلا كلل لإعادة فتح أبواب المدارس وتقديم الدعم التربوي للسكان النازحين داخليا وخارجيا. يتم استخدام التقنيات الحديثة أيضا لإتاحة الوصول لكل طفل محتاج للمواد العلمية عبر الإنترنت والدورات التعليمية الإلكترونية. ولكن يبقى الحاجة ملحة لتحقيق سلام دائم وإستراتيجيات أكثر شمولا للدعم الدولي للتأكد حقا من حق الجميع بالحصول على تعليم ذو جودة عالية بغض النظر عن مكان ولادتهم وظروفهم السياسية.
بشكل عام، دور التعليم في التنمية البشرية مهم جدًا ولا ينفصل عنه أبدا عامل الاستقرار السياسي والأمني. إن حلول المشاكل المرتبطة بتعليم النازحين وعائلاتهم تتطلب خطوات مشتركة دولية تستهدف تحقيق السلام العالمي وتعزيز الفرص educationally وprofessionally للشرائح السكانية الأكثر ضعفاً.