في ليالي الصيف الحارة تحت سماء مضيئة بالنجوم, كان الآباء والأجداد العرب يستعدون لإيصال أبنائهم إلى عالم الأحلام الهادئ. كانت "تصبحون على خير" أكثر بكثير مما يبدو عليه؛ إنها ليست مجرد عبارة وداع ولكنها عادة غنية بالأصالة والتراث تعكس الروابط الأسرية العميقة والمودة التي يكنّها أفراد المجتمع العربي للبعض الآخر.
تتميز ثقافة العرب بتقديم دعوات الطيبة والنوم الهانئ عبر مجموعة متنوعة من التعبيرات الجميلة. فبالإضافة إلى "تصبحون على خير"، هناك العديد من المصطلحات الأخرى مثل "سلم الله مضاجعكم" و"النوم قرير عين". هذه الجمل لم تكن فقط رسائل نوم بل كانت أيضًا تضمن للأطفال سلامتهم وحمايتهم أثناء فترة الراحة الليلية.
كانت الأمهات يروين القصص والحكايات الشعبية القديمة قبل النوم، مما يعزز الروحانية ويخلق رابطاً روحياً قوياً بين الأطفال وأجدادهم. هذا التقليد ليس فقط طريقة لتحويل الانتباه من يوم طويل ومشغول ولكنه أيضاً فرصة لتبادل القيم الأخلاقية والتاريخ الثقافي للشعب العربي.
وفي وقت مبكر جداً، تم اعتماد نظام معين للنوم لدى الأطفال الصغار والذي يشمل فتح النوافذ للسماح للهواء النقي والدافئ بدخول الغرف والنظر مباشرة نحو الشمس عند الاستيقاظ كوسيلة لكسب اليوم بإيجابية ونقاء القلب. كما أنه من الشائع استخدام بعض الأعشاب الطبيعية مثل البابونج والشمر والتي اشتهرت بفوائدها المهدئة المساعدة على النوم والاسترخاء.
مع مرور الزمن والتغيرات الاجتماعية والثقافية الحديثة، ظلت هذه العادات جزءًا مهمًا من الحياة العربية اليومية رغم تحديث أساليب تقديمها قليلاً للتكيف مع البيئة المعاصرة. لكن جوهر الرسالة - وهي الرسالة الدافئة لحب واحترام الآباء لأطفالهم - ظل ثابتًا وغير متغير حتى الآن.
فالوداع الليلي لهذه الليلة سيكون بداية رحلة جديدة مليئة بالمغامرات والتعلم والعيش بسعادة وبصبر وصحة جيدة. تصبحون على خير يا أحبتي!