الكبرياء: تعبير عن الثقة أم مرض للنفس؟

الكبرياء، تلك المشاعر المعقدة التي يمكن أن تكون مصدر قوة للمثابرة والثقة بالنفس، ولكنها قد تتسبب أيضًا في عواقب غير متوقعة إذا خرجت عن نطاق الضوابط ال

الكبرياء، تلك المشاعر المعقدة التي يمكن أن تكون مصدر قوة للمثابرة والثقة بالنفس، ولكنها قد تتسبب أيضًا في عواقب غير متوقعة إذا خرجت عن نطاق الضوابط الأخلاقية والإسلامية. في هذا المقال، سنستعرض بعض الأقوال والحكم حول الكبرياء، ونحللها لتوضيح دورها في الحياة الإنسانية.

يقول الإمام علي عليه السلام: "لا يزال الرجل يبلغ درجة الكمال ما لم يكن له خوف من الناس". هذه المقولة تشير إلى أن الشخص المتغطرس قد يخاف الآخرين أكثر مما ينبغي، مما يقوده إلى تجاهل احتياجاتهم وحقوقهم. وفي الوقت نفسه، يؤكد القرآن الكريم على أهمية الاعتدال وعدم الوقوع في الغرور عندما يقول الله تعالى: "وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلَّذِينَ اتَّبَعُوكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" [الحجر:88]. هنا يدعو الله المؤمنين للانتباه وعدم الانجراف خلف غرور الذات.

ومن وجهة نظر نفسية، يشجع علماء النفس الأشخاص على الحفاظ على مستوى معين من الكبرياء يعزز احترام الذات دون الوصول إلى مرحلة الغرور المدمرة للعلاقات الاجتماعية. كما يحذرون من مخاطر الكبرياء الزائد والتي قد تؤدي إلى الشعور بالاستحقاق والاستياء عند التعرض لأي انتقاد أو رفض.

في الإسلام، يتم التأكيد على أهمية الخضوع لله والخوف منه بدلاً من الخوف من البشر. النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أنا بشر مثلكم أكل الطعام وشرب الماء". وهذا يشجع المسلمين على البقاء راسخين في أرض الواقع وتجنب النظريات المتعاظمة لنفسهم.

ختاماً، يعد الكبرياء جزءاً أساسياً من الشخصية الإنسانية، لكن الحكمة تكمن في التوازن بين الثقة بالنفس واحترام الآخرين. إن فهم حدود هذه المشاعر ومعرفة كيفية توجيهها نحو الخير هو مفتاح تحقيق حياة صحية وسعيدة.


إسراء بن زكري

5 مدونة المشاركات

التعليقات