- صاحب المنشور: حذيفة بن عبد المالك
ملخص النقاش:
في عالم اليوم الرقمي المتسارع, أصبح استخدام الأطفال والمراهقين لأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية. واحدة من أكثر الأنشطة شيوعا لهذه الفئة العمرية هي اللعب عبر الإنترنت. بينما قد توفر الألعاب تجربة ترفيهية ومثيرة، إلا أنها أيضًا يمكن أن تحمل مخاطر صحية نفسية معينة إذا لم يتم التحكم بها بشكل صحيح. هذا التقرير يستكشف التأثيرات المحتملة للألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين.
الآثار الإيجابية:
- التواصل الاجتماعي: بعض الألعاب تسمح بمشاركة اللاعبين في بيئات افتراضية حيث يمكن بناء العلاقات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين حول العالم. هذا يعزز المهارات الاجتماعية ويقلل الشعور بالعزلة.
- التركيز والإبداع: تتطلب العديد من ألعاب الفيديو مستويات عالية من التركيز والاستراتيجية، مما يساعد الأطفال والمراهقين على تطوير مهارات حل المشكلات والإبداع.
- تطوير العمليات المعرفية: وفقاً لبحث نشره مركز العلوم النفسية التطبيقية، فإن لعب الألعاب التي تعزز الذاكرة العاملة والانتباه يؤدي إلى تحسين أداء الدماغ بشكل عام.
- تخفيف الضغط: بالنسبة للبعض، يمكن للألعاب الإلكترونية أن تكون وسيلة فعالة للتخلص من التوتر والضغط النفسي الذي قد يأتي من الحياة الحقيقية.
الآثار السلبية:
- الإدمان: مثل أي شكل آخر من أشكال الوسائل الإعلامية، هناك خطر حدوث إدمان على الألعاب الإلكترونية. عندما يصبح الوقت الذي يقضيه الشخص في اللعب مضراً لحياتهم اليومية، فقد يحدث اختلالاً كبيراً في توازن نمط حياتهم الطبيعي.
- مشاكل النوم: إن استخدام الشاشات قبل وقت النوم يمكن أن يؤثر سلباً على جودة النوم بسبب انبعاث ضوء الشاشة الازرق والذي يحجب إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ الجسدية.
- الصحة البدنية: قضاء ساعات طويلة أمام شاشة قد يساهم في مشاكل صحية مرتبطة بالجلوس المستمر مثل آلام الرقبة والظهر والعينين بالإضافة إلى زيادة الوزن والسمنة نتيجة لنقص النشاط البدني.
- القيم الأخلاقية: البعض يشعر بأن محتوى بعض الألعاب ينمّ عن دعائم غير مناسبة أو عدوانية أو لها طابع جنسي صريح وقد تؤثر بذلك على القيم الأخلاقية لدى الشباب خاصة الصغار منهم.
مع ذلك، ليس كل آثار الألعاب الإلكترونية سلبيّة ولا كلها إيجابيّة ولكن الأمر يعتمد بشكل كبير على كيفية إدارة وقته وعلى نوع الألعاب نفسها وجودتها وأعمار اللاعبين وكيف يتم التعامل مع الأمر داخل الأسرة وبالتعاون بين المدارس والأهل والجهات التعليمية المختلفة لتوفير بيئة مساعدة ومراقبة ومتابعة الأمور المرتبطة باستخدام وسائل التقنية عموماً وليس فقط فيما يتعلق بالألعاب الإلكترونية تحديداً. يجب تشجيع استخدامه بطريقة مدروسة وتحقيق الانتشار الواسع للفوائد الصحية وإدارة المخاطر المرتبطة بهذه الظاهرة الجديدة نسبياً مقارنة بالتقاليد الثقافية العربية القديمة والتي كانت تعتبر "العادات" أهم بكثير منها مثل التنزه في البراري ورعاية الحيوانات وغيرهما الكثير مما ساعدنا سابقاً على تقليل الاعتماد الزائد للتقنيات الحديثة الآن.