في رحاب الحياة الرحيب، تتوهج دور الأم بكل روعة وجمال لا ينضب. إنها مصدر الدفء والحنان، ملاذ الأمان والاستقرار، والقوة التي لا تنثني أمام تحديات الزمن. إن الحديث عن الأم يمتلئ بالحكمة والمعنى العميق لوجودها الثمين في حياتنا. ليس فقط لأنها تحملت عناء الولادة والتعب الذي يأتي بعدها، ولكن لأنها أيضاً تبقى إلى جانبنا طول الوقت، تربي وتقدم الدعم اللازم لتكون لنا سنداً قوياً عبر كل منعطفات الحياة.
الأم هي أول معلم تربوي؛ فهي تعليمنا أساسيات الحياة القيمة مثل الصدق والإخلاص وحب الآخرين. باحتوائها ورعايتها المحبة، تعلمنا كيف نحب وأن نتفهم مشاعر الضعفاء حولنا. إنها تحفة فنية فذة تقوم برسم أحلام مستقبلنا بلون الفرحة والسعادة، وهي تلقي بنا في أحضان المستقبل بثقة وهدوء بال.
وعندما نتحدث عن كلام معبر عنها، فإن اللغة هنا تبدو قليلة مقارنة بما تقدمه لأطفالها من تضحيات ومشاعر صادق. لكن سنحاول، مهما كان الأمر محدوداً، التعبير عن بعض المشاعر التي قد تجسد جزءا بسيطا مما تستحق. "الأم.. رمز الحنان والثبات"، هذه الجملة تختزل الكثير من المعاني الجميلة التي يمكن ربطها بها. عندما نشعر بالألم أو الخوف, ندور دائماً بحثاً عن حجر أمٍّ دافئ يحتمينا ويخفف آلامنا.
بالإضافة لذلك، تعتبر الأم خير شريك حياة وداعم أساسي للأسرة بشكل عام. بدون وجودها المتواصل والمخلص، لن تكون هناك سعادة ولا استقرار داخل المنزل. ليست مجرد شخص يدفع النفقات ويلبي الاحتياجات اليومية بل أكثر بكثير - إنها روح البيت وقلبه النابض بالإيجابية والعاطفة الصافية.
وفي نهاية المطاف، يستحق المرء أن يعيش لحظاته الأخيرة تحت سقف بيت والدته العزيزة عليه وعلى الجميع. فالوداع النهائي سيكون أقل مرارة حين نعرف بأن ذكرانا الطيبة ستبقى عالقة في قلبها حتى آخر نفس لها. وكفى بهذا الشرف الكبير للأبناء!
فلنرفع أكف الضراعة ونطلب دوام الصحة والعطاء لكل الأمهات الغاليات لدينا ولجميع أمهات العالم العربي والعالم اجمع بإذن الله تعالى .