- صاحب المنشور: ثابت السبتي
ملخص النقاش:
نقاش متعدد الأوجه حول خطر تحويل الثقافة إلى سلعة: يركز النقاش على المخاطر المحتملة لعولمة الثقافة، حيث طرح ثابت السبتي قضية جوهرية تتمثل في تحويل التراث الثقافي إلى منتج مادي يمكن تبادله تجاريًا. يشترك جميع المتحدثين - وهم نسرين بن زروق، ورابعة القيسي، وحسان الفاسي، وميار القبائلي - في القلق المشترك حول كيفية مواجهة هذه التهديدات بدون المساس بالهوية الثقافية الأصيلة. تتناول المناقشة ثلاث نقاط رئيسية للحل:
النهج الأول: تعزيز الوعي والثقافة داخل المجتمع نفسه:
تشدد رابعة القيسي على أهمية رفع مستوى الوعي الثقافي لدى الأفراد كوسيلة أساسية للحماية الذاتية. تؤكد أنها إذا كانت هناك معرفة عميقة بثقافتنا، فسنكون قادرين على حفظها وصونها. ويوافقها نسرين بن زروق، موضحاً أنه بينما يعد الوعي الذاتي عاملاً مؤثرًا، لا يمكن تجاهل الدور الكبير للضغوط التجارية والعولمة فيما يتعلق بتغير الهويات الثقافية. ويؤكد الجميع على حاجة المواطنين لفهم عميق للقضايا المعاصرة المرتبطة بعولمة الثقافة.
النهج الثاني: دعم السياسة العامة والحكومة:
تقترح رابعة القيسي مرة أخرى أن الحكومة تلعب دوراً محورياً في تنظيم عملية العولمة لحماية التراث الثقافي. فهي ترى أنه بالإضافة إلى الالتزام الشعبي، تحتاج الدول أيضًا إلى وضع تشريعات قانونية تحمي الإرث الوطني من الاستغلال التجاري المكثّف. يؤكد نسرين بن زروق على نفس الرأي، مشيرا إلى أن التشريعات الوطنية تعتبر الخط الأمامي للدفاع عن هويتنا الثقافية وسط موجة العولمة الهائلة.
النهج الثالث: المقاطعة والفكر البديل:
يحذر حسان الفاسي وغيره ممن شاركو في الحديث من أن مجرد الدفاع السلبي ليس الحل الوحيد؛ بل يجب شن هجوم مضاد. يقترحansanالفاسي "المقاطعة" كأداة فعالة لمقاومة التعامل غير الأخلاقي مع عناصر ثقافتنا في سوق العالم الواسع اليوم. كما يدافع ميار القبائلي عن استخدام الوسائل الحديثة لإعلام الجمهور بحقوقنا الفكرية وكيفية حمايتها. وفي الوقت ذاته، يحث كل المشاركين على النظر بعقلانية جديدة للطريقة العالمية في اعتبار الثروات البشرية المختلفة جزءًا أساسيا من الحياة وليسا مجرد موارد اقتصادية.
خاتمة
يبقى السؤال المركزي لهذا الحوار مفتوحة أمام المزيد من البحث والمناقشة، وهو كيف يمكن تحقيق توازن صحي بين الطلب العالمي المستمر على المنتجات الجديدة وتقاليد حضارتنا، حتى يستمر الإرث الحي لمختلف مجتمعات العالم بلا تغيير جذري للأفضل أو للأسوأ تحت وطأة العمليات التدخلية الخارجية المؤثرة.