تروي لنا هذه القصة العربية الشعبية قصة حنين الإسكافي، المعروف بحرفته البارعة وصناعه للأحذية الفاخرة. في إحدى أيام الصيف المشمسة، اتى إليه أعرابي شحيح الثمن طالبًا شراء زوج من الأحذية. بدأ الأعرابي بتفحص البضائع، يساوم ويتناقش حول كل التفاصيل الصغيرة للمنتجات المتاحة. استمر النقاش لساعات طويلة، مما جعل حنين يفقد جميع الزبائن الذين كانوا ينتظرونه لشراء منتجه. رغم ذلك، ظل الاعرابي مصرًّا على طلب تخفيضات غير منطقية. أخيرا، قرر حنين بيع الزوج بناءً على الطلب، ولكنه شعور بالغضب والاستياء بسبب الهدر الزمني والنفقات غير الضرورية.
وفي لحظة غضب، قبل مغادرة الأعرابي المكان، اختفى حنين بطريقة ساحرة. قام برمي واحد من الخفَّين أمام الدابة التي كانت تنتظر خارج المحل، ثم سار بعض الخطوات وبينما رأيت الأعرابي محبطًا بسبب فقدانه لإحدى أحذيته الجديدة، نزل من دابته ليجمع الأشلاء المتبقية لها. عندها شعر حنين بأنه قد حصل على فرصة الانتقام الأمثل.
وبذلك ابتعد حنين بجوار الأدغال مختبئًا خلف النباتات الكثيفة لينتظر مجيء الأعرابي مرة أخرى للحصول على الحذاء الآخر. وعندما وصل الأعرابي لاحقا -بعد العثور عليه- ليكمل طريقِ الرجوع إلى منزله، لجأ لمنطقة هادئة لاستعادة الحذاء الثاني فقط ليجد أنها مفقودة أيضا!.
هذه هي اللحظة التي حققت فيها مخيلة "حنين" حلماً مستحيل التحقيق تقريبًا بالنسبة للعربيين القدماء؛ وهو قتل الوقت والإحباط روح شخص آخر عبر خداع بسيط ولكن فعال للغاية!
يستخدم المثل العربي الشهير ("رجع بخفي حنين") اليوم للتأكيد على حالة من الندم والشعور بالإحباط عندما لا يتم تحقيق هدف المرء المنشود بغض النظرعن مقدار الجهد والوقت المستثمر فيه سابقًا . إنه تعبير يستخدم بشكل واسع لدى البعض لتوصيف حالات مشابهة لما حدث مع الشخصيات الرئيسية لهذه القصة المؤلمة والحماسية أيضًا !