الغدر، وهو نقض العهد، يعد من أشد الأمور مذمة في الإسلام. لقد حذرنا القرآن الكريم من الغدر في عدة آيات، مثل قوله تعالى: "وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ" (الأنفال: 58). كما أكد النبي محمد ﷺ على خطورة الغدر في العديد من الأحاديث، حيث قال: "أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النفاق حتّى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" (رواه البخاري ومسلم).
وقد أبدى السلف والعلماء رأيهم القاطع في ذم الغدر. أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ﵁ قال: "الغدر مكر والمكر كفر". كما أكد على أهمية الوفاء بالعهد، قائلاً: "الوفاء توأم الصدق، ولا أعلم جنة أوقى منه". ووصف عدي بن حاتم الغدر بأنه "غدر يسوق إلى النفاق".
ومن الأمثلة على حكم الغدر في التاريخ الإسلامي ما حدث مع محمّد الأمين للمأمون في بيت الله الحرام. فقد حلف محمّد الأمين للمأمون في بيت الله الحرام، لكنه لم يتمكن من الوفاء بعهده، مما أدى إلى عدم نجاح أمره.
وفي هذا السياق، أكد الأبشيهي على خطورة الغدر، قائلاً: "وكم أوقع القدر في المهالك من غادر، وضاقت عليه من موارد الهلكات فسيحات المصادر". كما وصف الغدر بأنه "سوء أقبح من غدر يسوق إلى النفاق".
وفي الختام، يجب على المسلم أن يتجنب الغدر ويحافظ على عهده، لأن ذلك واجب ديني وأخلاقي. كما قال تعالى: "وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا" (الإسراء: 34).