في الإسلام، يُشدّد على ضبط اللسان وانتقاء الكلمات بعناية.
الحديث الشريف "لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر"، يشجع المسلمين على عدم سب الزمن أو الزمان نفسه، إذ قد يؤدي ذلك عملياً إلى سب الله، خاصة إذا تم تصنيف الأحداث الحياتية على أنها نتيجة لقدر زمني مجهول ("الدهر").
هذا الحديث يوضح خطورة تحميل الأسباب والنتائج للأزمان المخفية، والتي غالبًا ما تكون نتاج قدرة وعلم الله.
سب الزمان هنا يعني اتهام القدر بالسوء، وهو أمر يتعارض مع الإيمان بالقضاء والقدر والإقرار بطاعة وكامل علم الله وحكمته.
أوضح العلماء أن هناك ثلاث حالات لاستخدام عبارة "سب الدهر":
1.
**خبر محض**: ذكر الظروف والأحوال بدون لوم أو سخط، وهو جائز.
مثلاً، قول شخص "تعبت لهذا الحر الشديد" لا يعدّ سبًا للدهر.
2.
**اعتقاد سب الدهر كفاعل**: اتهام قوة خارجية متصورة بأنها مسؤولة عن المصائب أو المشقات؛ وهذا نوع من أنواع الشرك الأكبر، حيث يتم اعتبار وجود إله ثانٍ مسؤولًا جنبًا إلى جنب مع الله سبحانه وتعالى.
3.
**لوم واستنكار يحدث ضمن نطاق الإقرار بالله كمسبب رئيسي**: رغم اعتراف المرء بحكمة وقدرة الله، إلا أنه قد يلقي اللوم على الدهر بصفته ظرفًا سلبيًا للموقف الحالي.
هذا النوع من السباب غير مشروع أيضًا لأنه يحتوي على عناصر تتناقض مع اليقظة الدينية تجاه تقدير مشيئة الله في جميع المواقف.
ختامًا، يجب التحلي بالحذر والصبر وعدم الانغماس في خطاب يحمل سمات الاستياء ضد الأشياء التي لا تستطيع رد العدوان منها مثل الأحوال الطبيعية والأيام نفسها.
كل شيء يحدث وفق تصميم الله وحكمته، وبالتالي فإن منع اللعن والاستخدام المناسب للغة هما مفتاح التعامل المسلم الصالح مع تحديات الحياة اليومية.
الفقيه أبو محمد
17997 Blog indlæg