أقلام الفلاسفة والشعراء تعكس آراء عميقة حول الظلم وظلمة النفوس التي تجرّم الآخرين بلا حق.

الظلم ظاهرة موجودة منذ القدم وتُعتبر واحدة من أكبر المعوقات أمام تحقيق العدل والمساواة بين البشر. لقد عبر الكثيرون عبر التاريخ عن رأيهم بهذا الشأن، سو

الظلم ظاهرة موجودة منذ القدم وتُعتبر واحدة من أكبر المعوقات أمام تحقيق العدل والمساواة بين البشر. لقد عبر الكثيرون عبر التاريخ عن رأيهم بهذا الشأن، سواء كانوا فلاسفة مثل أفلاطون وإبسن الذين نظروا إلى الظلم كجريمة ضد المجتمع، أو شعراء شكلت رؤاهم الشعورية صورة حقيقية لمعاناة الضحايا تحت ظل الجور والاستبداد.

في كتاباته الشهيرة "الجمهورية"، يرى أفلاطون كيف يمكن للظلم أن يؤدي إلى انهيار الدول عندما يستغل الأقوياء سلطتهم بشكل غير عادل. أما هيبوليتus إبسن فقد صور بطله نوردالو في مسرحيته "الدخيل" وهو شخصية ذات قيم عالية ولكنها تقاوم جهازاً قضائياً مضلل ومزور للحقيقة. هذه الأعمال الأدبية تعكس مدى تأثير الظلم ليس فقط على الأفراد بل وعلى بنية المجتمعات برمتها.

كما ترك لنا الشعر العربي القديم العديد من الآيات التي تتناول الظلم وبشعره. الشاعر أبو الطيب المتنبي يقول: "إنّا إذا لم نكن للناس سيفا / تسامى فوق الرؤوس يوم مَكرُمَة". هنا يشير إلى أهمية الدفاع عن الحقوق والإدانة البحتة للممارسات الظالمة. هذا النوع من التجارب الإنسانية يعكس الوعي الجمعي بأن مواجهة الظلم واجب أخلاقي ومدني مهم.

وفي ثقافة الشرق الأوسط الحديثة، وجد الفنان المصري الكبير أحمد شوقي طريقة للتعبير أيضاً. في قصيدته الشهيرة "على عهد الموت"، يصف الحياة كامتداد مؤقت لما هو أجمل بعد رحلة القهر والبلاء: "على عهد الموت ما دام العمر باقٍ... لن نتوقف حتى النصر يأتي!" وهذا مثال آخر لكيفية استخدام الفن كمصدر مقاومة ومنبراً لإدانة الظلم.

وبالتالي، فإن أقوال وأفعال هؤلاء المفكرين والفنانين تشكل دروساً قيمة لكل فرد وكوكبة إنسانية متحدّة ضد كل أشكال الاستبداد والجهل للقانون والنظام الاجتماعي العام. إنها تحدونا بدفعنا نحو عالم أكثر عدلاً وإنصافاً - مكان نحافظ فيه على حقوق بعضنا البعض ونقف بحزم ضد أولئك الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الخاصة عبر تحويل العدالة رأساً على عقب.


نورة المجدوب

7 Blogg inlägg

Kommentarer