عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين، اشتهر بحكمته وعدله ورحمته. وقد ترك لنا العديد من الأمثلة التي تعكس هذه الصفات النبيلة. وفيما يلي بعض القصص التي توضح ذلك:
في كنز العمال عن أنس بن مالك، روي أن رجلاً من أهل مصر جاء إلى عمر بن الخطاب وقال: "يا أمير المؤمنين، عائذ بك من الظلم". فقال عمر: "عذت معاذاً". ثم روى أنس قصة عن سباق بين الرجل المصري وابن عمرو بن العاص، حيث ضرب ابن عمرو المصري بالسوط، فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم ويقدم بابنه معه. وعندما قدموا، قال عمر: "أين المصري؟ خذ السوط فاضرب". وبدأ ابن عمرو يضرب المصري، بينما قال عمر: "اضرب ابن الأكرمين". ثم قال عمر للمصري: "ضع السوط على صلعة عمرو"، ففعل.
وفي تاريخ الطبري، روي أن عمر بن الخطاب خرج مع زيد بن أسلم إلى حرة واقم، حتى إذا كنا بصرار، رأوا ناراً تؤرث. فقال عمر: "يا أسلم، إني أرى هؤلاء ركباً قصر بهم الليل والبرد". فخرجوا نهرول حتى دنوا منهم، فإذا امرأة معها صبيان لها وقدر منصوبة إلى النار وصبيانها يتضاغون. فسأل عمر المرأة عن حالهم، وعلم أنهم جوعى. فأمر عمر بإحضار دقيق وجعل يطبخ لهم ويطعمهم حتى شبعوا.
كما وضع عمر بن الخطاب ثمانية عشر كلمة حكم، منها: "ما عاقبت من عصى الله فيك مثل أن تطيع الله فيه"، و"ضع أمر أخيك على أحسن ما تراه حتى يجيء منك ما يغلبك"، و"لا تظن بكلمة خرجت من مسلم شراً أنت تجد لها في الخير محملاً".
هذه الأمثلة وغيرها تظهر لنا مدى عدل عمر بن الخطاب ورحمته، وكيف كان يطبق الشريعة الإسلامية في حياته اليومية.