في الفقه الإسلامي، يعدّ الوفاء بالجميل والأخلاق الحميدة أمر حيوي للحفاظ على الروابط الاجتماعية والعلاقات الأخوية. يشير "نكران الجميل" إلى عدم الاعتراف بالقيمة والمجهود المبذول من قبل شخص ما، وهو سلوك يُعتبر غير أخلاقي وغير مقبول دينيًا. القرآن الكريم والسنة النبوية يشددان على أهمية الشكر والامتنان للآخرين الذين قدموا لنا مساعدة أو خدمات.
يؤكد الحديث الشريف أن العطاء والشكر هما مفتاحا لبقاء المحبة بين الناس. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من لم يشكر الناس لم يشكر الله". هذا يعني أنه عند رفض التعرف والإشادة بالأعمال الطيبة لأحد الأشخاص، فإن ذلك يمكن اعتباره كأنك تنكر فضل الله نفسه. فالجميع بحاجة إلى تقدير وتقديس للمساعدات التي يحصلون عليها.
بالإضافة لذلك، يعلمنا الدين الإسلامي بأن الإنسان مدعو دائماً لتقديم الدعم للمحتاجين وأداء الأعمال الخيرية بغرض طلب مرضاة الله وليس البحث عن ثواب دنيوي. ومع ذلك، هذا لا يعني استغلال حسن نيات الآخرين واستخدامها بدون شكر أو احترام مناسب. إن الجمع بين القيام بالأفعال الصالحة ونشر روح الامتنان يؤدي إلى بناء مجتمع أكثر انسجاماً ومحبّةً.
وفي النهاية، يمكن القول أن نكران الجميل ليس فقط مخالف للأدب الاجتماعي بل هو أيضاً خطأ كبير وفق تعاليم الدين الإسلامي. الحفاظ على علاقات صحية قائمة على الاحترام المتبادل والتقدير أمر ضروري لبناء مجتمع متماسك ومترابط.