على الرغم من عدم وجود كتاب مخصص يجمع الأقوال الصحيحة المنسوبة إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إلا أن هناك العديد من الكتب التي تشتمل على أقواله وحكمه النافعة. من بين هذه الكتب، يبرز كتاب "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" لابن حبان رحمه الله تعالى، وكتاب "بهجة المجالس وأنس المجالس" لابن عبد البر رحمه الله تعالى.
ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض الأقوال والحكم التي نسبت زورا إلى الإمام علي رضي الله عنه، مثل القصة التي رويت عن آخر يوم من حياته، حيث سأل صعصعة بن صوحان الإمام علي عن أفضلية آدم عليه السلام، نوح عليه السلام، إبراهيم عليه السلام، موسى عليه السلام، وعيسى عليه السلام. هذه القصة باطلة ولا تشك في كونه مكذوبا على الإمام علي رضي الله عنه.
كما ينبغي التنبيه إلى أن الحديث الذي ينسب إلى الإمام علي رضي الله عنه: "أنا مدينة العلم وعلي بابها"، هو حديث منكر وأكثر الحفاظ على أنه موضوع. لا ينبغي تخصيص الإمام علي رضي الله عنه أو أحد من الصحابة بالصلاة أو السلام عليه عند ذكره، وذلك لأمور عدة، منها عدم الدليل على التخصيص، وأنه يوحي بأفضليته على غيره، وقد يوجد من هو أفضل منه.
في الختام، يجب أن نذكر أن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أولياء الله الصالحين ومن الأئمة المهديين، وهو رابع الخلفاء الراشدين. لا يحبه - الحب المشروع - إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق. ومع ذلك، فإن المغالاة فيه أو في غيره من أولياء الله لا تجوز، والغلو في محبة الصالحين يوقع في البدعة ويجر إلى الشرك.