في غياهب الوطن.. نداءات القلب إلى الحنين والألم

تتجلّى معاناة الغربة كأحد أصعب التجارب التي يواجهها الإنسان؛ فهي حالة من الوحدة والعزلة النفسية، تتسلل إلى روح الشارد وتخيم عليها كظل ثقيل. تصبح الحيا

تتجلّى معاناة الغربة كأحد أصعب التجارب التي يواجهها الإنسان؛ فهي حالة من الوحدة والعزلة النفسية، تتسلل إلى روح الشارد وتخيم عليها كظل ثقيل. تصبح الحياة في تلك الأجواء الجديدة وكأنما هي حلمٌ باهت لا يمت لواقع المرء بشيءٍ، حيث تشعر بأنه غرباء حتى بين الأقارب والمحيطين بك.

لا تحتجب مشاعر الفقد والحزن لدى المغتربين فقط خلف الجدران العالية للمدن الكبيرة، بل تنطلق نحو السماء لتطلب الراحة والشوق لعناق دافئ لمنزل الأحبة البعيد. فالأيام تمر بطيئة ومرهقة مراراً وتكراراً، ويصبح الانتظار للحظة اللقاء المقبل عبادة سرمدية للتأقلم مع الألم اليومي للعيش خارج حدود الوطن.

الحياة المتغيرة جذرياً تتطلب قدر كبير من القوة والإصرار، ولكن الصراع الداخلي المستمر هو ما يبقي الدمع ساخنًا في الأعين المرهقة طوال الوقت. النضال ضد الشعور بالوحدة وضد الضغط اليومي للاندماج وسط مجتمع مختلف تمامًا يمكن أن يؤدي إلى الاختناق الروحي والفكري للشخص المغترب.

رغم كل ذلك، تبقى ذكريات الطفولة وأنساب الأمومة مصدر إلهام دائم لقوة التحمل والصمود رغم الظروف القاسية للغربة. لذلك، فإن رسالة الأمل التي تحملها لنا هذه التجربة المؤلمة هي أنه مهما ابتعدنا جغرافياً، ستظل روابط الحب والانتماء تربطنا بوطننا الحبيب دائماً. إنها دعوة إلى الانفتاح على الثقافات الأخرى واحتضان قوتنا الشخصية أثناء رحلتنا عبر محيطات الغربة الطويل.


عادل الزموري

8 Blog postovi

Komentari