في رحلة الشعر الفلسطينية الخالدة التي رسمها محمود درويش، نجد وطنًا نابضًا بالحياة في كل مقطع شعري. هذا الشاعر الفلسطيني الكبير لم يكن مجرد مؤلف للأبيات الرنانة؛ بل كان رساماً بالأحرف يصور الحياة والفداء والتاريخ بكل دقة وتعقيدات. هنا بعض الأقوال المؤثرة لدرويش والتي تعكس حبه العميق لوطنه تُظهر لنا عمق ارتباطه الفريد بهذا الجزء الحبيب من العالم.
يقول درويش: "الوطن ليس أرضاً فقط، إنه أيضاً عادات وتقاليد وأصوات نقر الطبول العربية". هذه الجملة ليست مجرد وصف تقليدي للمكان، ولكنها رؤية فنية تعتبر الروابط الثقافية جزء لا يتجزأ من تحديد الهوية الوطنية. كما يعبر درويش عن ذلك بقوله: "أنا لست وحدي حين أتحدث عن الوطن، لأن الوطن هو أنا." إن هذا القول يوضح مدى الاندماج الشخصي للشخص مع وطنه، وكيف يمكن اعتبار الوطن امتداداً روحياً وشخصياً له.
كما ينظر درويش إلى الوطن بصفته رمزا للحماية والأمان، قائلا: "لو سقطت فوق مدينتي لأقسمت إنها ستكون ملاذي الأخير". وهذا التصريح يدل على الثقة العمياء التي يمتلكها تجاه بيته الأم - حتى أنه مستعد لتقديم حياته لحمايتها. ويضيف درويش أيضا: "المنفى مثل الجرح القديم الذي يستمر نزيفه حتى بعد شفاؤه"، مما يؤكد الألم الدائم المرتبط بفقدان الوطن والعزلة عنه.
إن شعر محمود درويش مليء بمثل تلك المشاهد والقوافي التي تصور جمال وخطورة قضية الوطن بالنسبة له وللكثير من العرب. فهو يذكرنا بأن الوطن ليس مساحة جغرافيا فقط، ولكنه تاريخ وانسان وحلم مشترك.