• صاحب المنشور: ميادة بن موسى
  
  ملخص النقاش:
  في عصر يتسم بالتحول الرقمي المستمر، يواجه قطاع التعليم تحديات كبيرة. تتنوع هذه التحديات وتشمل الوصول إلى الإنترنت، جودة المحتوى الرقمي، تكامل التقنية مع المناهج الدراسية التقليدية، بالإضافة إلى الأمان السيبراني والخصوصية للمعلومات الشخصية للمتعلمين والمعلمين.

الوصول إلى الإنترنت

أحد أهم العقبات التي تواجه استدامة التعليم في العصر الرقمي هو القصور في البنية التحتية للوصول إلى الإنترنت. بينما أصبح الإنترنت جزءاً أساسياً من العملية التعلمية الحديثة، إلا أنه ليس جميع الطلاب لديهم القدرة على الوصول إليه بشكل موثوق أو بفروقات سرعة كافية للدراسة الفعالة عبر الإنترنت. هذا يشكل فجوة رقمية بين المتعلمين الذين يمكنهم الاستفادة الكاملة من الموارد الإلكترونية وأولئك الذين محرومين منها.

جودة المحتوى الرقمي

مع ازدياد شعبية الدورات التدريبية والمواد التعليمية عبر الإنترنت، يأتي خطر وجود محتوى رقمي غير مطلع عليه بشكل جيد وغير دقيق علميا. قد يحصل الطلاب على معلومات خاطئة مما يؤثر سلبا على تعلمهم وقدرات التفكير الناقد لهم. لذلك، هناك حاجة شديدة لتطوير آليات متخصصة لضمان الجودة العلمانية للمحتويات التعليمية عبر الشبكة العنكبوتية العالمية (الإنترنت).

تكامل التقنية مع المناهج الدراسية التقليدية

يتعين على المدارس الجامعات إعادة النظر في كيفية تقديم المواد الأكاديمية بطرق أكثر جاذبية باستخدام الوسائل التكنولوجية الجديدة. ولكن تبقى المعرفة العمق والنظرى ضرورية ولا يمكن تحقيق ذلك بدون دعم بنوك المعلومات التقليديّة القديمة المستخدمة منذ عقود مضت والتي تمثل اللبنة الأساسية لأغلبية المجالات المعرفية المختلفة مثل التاريخ والعلوم الإنسانية والأدب وما شابهها حتى الآن وبالتالي فإن الجمع بين الخبرة الحركية والتطبيقات الواقع virtuelle/الأفتراضيه سيكون استراتيجيه فعاله للتكييف الذكي لمختلف أنواع التعليم ليناسب كل نوع منهما بطريقة مدروسة بعناية ومن خلال تناغم واضح مع بعضهما البعض .

الأمن السيبراني والخصوصية

كما تشغل المخاطر المرتبطة بأمن البيانات الخاصة واستخدام البيانات الشخصية للمتعلمين موقع بارز ضمن قائمة المخاطر الرئيسية للحاق بالقطار العالمي نحو الثورة الصناعية الرابعة وذلك بسبب انتشار تقنيات جمع وتحليل بيانات الطلاب بهدف تحسين تجربتهم الشمولية داخل البيئة الأكاديمية وفي نفس الوقت حماية خصوصيتها وسلامتها أمام الانتهكات المحتملة - سواء كانت مقصدًا أم عرضيًا-. لذا ينصح بتطبيق سياسات وإجراءات صارمة لحفظ حقوق طلابنا الأعزاء وضمان عدم تسريب أي معلومات حساسة حول حياتهم الشخصية خارج نطاق استخداماتها الرسمية حصراً كما هي حال معظم المؤسسات الأخرى العاملة بمجال الأعمال التجارية مثلاً حيث يتم توضيح غرض الحصول علي تلك الأمور مسبقا ويُطلب الموافق عليها مجددًا قبل البدء باستعمالها وفقاً لقوانين خاصة بذلك الأمر بكل دولة وعلى مستوى العالم أيضا.

هذه ليست سوى لمحة عامة عما يدور خلف الكواليس فيما يتعلق بالتحديات المصاحبة لإستراتيجيات تعليم مستقبلتنا الأكثر ذكاء. إن قدرة نظام تعليمي حديث ومبتكر قادر حقًا على مواجهة وقهر هذه العراقيل المفتعله سيضمن مستقبلا أفضل لكل مجتمعاته المحلية والدولية أيضًا!