في رحاب الإسلام، هناك كلمات ذات وقع عميق تأسر النفوس وتقرب القلوب إلى الله سبحانه وتعالى. هذه الألفاظ ليست مجرد عبارات عادية، بل هي رسائل نبوية وعبر قرآنية تحمل بين طياتها دروساً وحكمة تقود المسلم نحو طريق الهداية والرشاد. دعونا نتعمق أكثر في بعض هذه العبارات المؤثرة التي تشكل جزءاً أساسياً من عقيدتنا الإسلامية.
أولى هذه الكلمات هو "لا إله إلا الله"، وهي شهادة الإيمان التي يعلن بها الإنسان اعترافه بوحدانية الله تعالى ونفي كل ما سواه من آلهة أخرى. إنها تعكس إيمان المرء بأن الخالق الواحد فقط يستحق العبادة والشكر. وفي هذا السياق يقول الحق تبارك وتعالى في القرآن الكريم: "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ ٱلْأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْعَـٰلَمِينَ." [البقرة:251]. هنا يؤكد الله عز وجل قدرته على حفظ النظام العالمي ومنعه من الانزلاق إلى الفوضى بسبب اختلاف البشر وآرائهم المختلفة بدون وجود حجة واضحة ومجردة مثل توحيده له جل جلاله.
ومن العبارات الأخرى المهمة والتي لها تأثير كبير لدى المسلمين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، دخل الجنة". يشجعنا هذا الحديث على تكرار هذه الكلمات الجميلة عدة مرات يوميا لما تحمله من معاني عظيمة تؤدي بنا إلى أبواب الجنات بإذن رب العالمين. إن كون النبي محمد خاتم الأنبياء والمرسلين يدفع جميع المؤمنين للإقرار بذلك علانية والتعبير عنها بشكل مستمر مما يعطي تلك العبارة قيمة خاصة ويجعل منها وسيلة للتواصل الروحي مع الذات ومع الخالق القدير.
وفي مجال التشديد على أهمية الصلاة يأتي ذكر قوله تعالى:" حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين"[البقرة:٢٣۸] . تصور لنا الآية صورة مصورة حول أهميتها وأثرها الكبير ليس فقط عند مواجهتها مباشرة لكن أيضا عندما يتم التحكم فيها بطريقة منظمة ومتناسقة كما لو كانت قلوبنا تسجد لله دائما أثناء أدائها بحضور القلب والعقل والنفس جمعاء وليس فقط الحركة الخارجية للجسد.
ثم تبدأ الدعوة للحفاظ عليها قائلاً :"إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر..."[العنكبوت:45]. وهكذا فإن أدائها بجسد متيقظ وروحية نقية تمنع صاحبها من ارتكاب المحرمات والمعاصي وتمسكه بسلوك طريق المستقيم والثبات عليه حتى وإن تعرض لأشد التجارب والمغريات.
وتختتم الرحلة بفلسفة الحياة والحقيقة النهائية حسب المنظور الاسلامى؛حيث جاء فى حديث قدسى للنبيﷺ أنه قال : "قال الله عزوجل: أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني...". يعد هذا الوعد الأخروي مصدر قوة للمؤمن بأنه محبوب ومراقب محبة وخوفا من مولاه دائم الاستماع والدخول تحت نظره وتدبره لكل أعمال خلقه مهما بلغت درجة الاختلاف فيما بينهم وبين بعض البعض.. فهذا الشعور بالمحبة الدائمة المتبادلة ي infuse جوهر المعنى العميق للوجود والقصد منه وهو هدف سام وكبير حقا!