الحب، كما يصفه البعض، حالة من الشعور العميق بالاحترام والتقدير تجاه شخص آخر إلى درجة أنه يصبح جزءاً أساسياً من حياتك اليومية. إنه أكثر بكثير مما قد يبدو عليه في البداية - فهو ليس فقط نظرات العيون الغامضة أو الابتسامات الحلوة. إنه العمل الجماعي المستمر لتحقيق رضا الطرف الآخر وسلامته النفسية والعاطفية.
من الجدير بالذكر أن أنواع مختلفة من العلاقات تعكس جوانب مختلفة من الحب. هناك حب الأبوة والأمومة الذي يقوم على الاهتمام والصبر غير المشروطين، ثم يوجد الصداقة التي تعتمد بشكل كبير على الثقة المتبادلة والمشاركة الذاتية. ولكن عندما نتحدث عن "الكلام في الرومانسية"، فإن الحديث يدور حول ارتباط خاص يجمع بين شخصين عادةً ما يكونا من جنس مختلف.
هذه الرابطة الرومانسية غالباً ما تبدأ بنظرة سريعة أو ابتسامة خجولة. قد تبدو بسيطة لكنها تحتوي على قوة كبيرة للتغيير. بعد ذلك تأتي فترة التعرف، حيث يكشف كل طرف طباعاته الشخصية وآرائه الخاصة لتقييم مدى الانسجام والمعرفة المتبادلة. إذا كانت النتائج مشجعة، فإن الخطوة التالية هي بناء علاقة بناءة تدريجيا وتعميق فهم وتقبل الشخصيات المختلفة للطرفين.
لكن الرحلة ليست سهلة دائماً. الحب يأتي بثقل مسؤوليته: الاعتراف بالاختلافات الفردية، تحمل الصعوبات المشتركة، ودعم بعضكم البعض خلال الأوقات الصعبة. إنها تتطلب الكثير من التفاهم واللطف والكثير من المحبة.
الحقيقة الأكثر إلحاحاً هنا هي أنها حتى لو كانت الخيارات الأخرى متاحة لنا، فإنه بمجرد دخولنا لعلاقة رومانسية حقيقية وصحيحة، تصبح تلك الاختيار الأمثل لدينا لأن قلوبنا تستقر فيها بالفعل. وهذا يعني أيضاً قبول الواقع بأن لكل شريك نقاط ضعف ونقاط قوية خاصة به وأن الحياة داخل أي رابطة محبة ستكون مزيجاً مختلفاً ومدهشاً ومليئاً بالتحديات ولكنه رائع أيضاً.
إذا كنّا صادقين حقًّا في رغبتنا بالحفاظ على رابطتنا الرومانسية قوية وسليمة طوال الوقت، فعلينا أولاً تقديم الحب اللازم لذواتنا قبل تقديمه لأي شخص آخر. إن الرعاية الذاتية ضرورية لإيجاد السلام الداخلي والقابلية للاستقبال والاستعداد لمشاركة نفس القدر الكبير من الطاقة الإيجابية مع الشريك المقابل لنا فيما بعد.
ختامًا، الحب ليس مجرد شعورا قصيرا مؤقتا بل هو عملية مستمرة ومتجددة تحتاج جهود مشتركة وضحتها ووعيًا عميقا بكلتا الجانبين للاستمرار فيه والقائمين عليه بحكمة ورؤية ثاقبة لما يعنيه حقَّآٍّ ان تكون جزءٌ أساسيٌّ منه .