تُعتبر المرأة جزءاً أساسياً وحيوياً من المجتمع، وتتمتع بمزيج فريد من الجمال الظاهر والجوانب الداخلية التي تشكل شخصيتها وتعزز قيمتها الإنسانية. جمالها الخارجي ليس سوى جانب واحد فقط؛ فهو ينبعث من تعبير وجهها ورقتها وألوان بشرتها وحركات جسمها الرشيقة. ولكن ما يبرز حقاً هو حسن طباعها ونقاء قلبها وجودة أخلاقها. إن جمالة الروح تكمن في الاحترام والتسامح والحنان الذي تقدمه للآخرين بلا حدود.
في الثقافات المختلفة عبر التاريخ، تم الاحتفاء بالمرأة بسبب جاذبيتها الطبيعية الواضحة وبسبب القوة الداخلية القادرة على التحمل والصبر والإبداع والعطف تجاه الآخرين. وقد عبّر العديد من الشعراء والفلاسفة والمفكرين عن هذا الفهم العميق لماهية جمال الأنثى عندما قالوا: "إن المرأة كنز مخفي"، لأن مظهرها الخارجي قد يكشف بعض جوانب جمالها، لكن جوهرها الحقيقي يكمن فيما تحمله داخل نفسها من سمات نبيلة وخلق رفيع.
ومن أهم عناصر الجمال عند النساء هي القدرة على التعاطف وفهم مشاعر الغير والاستماع باهتمام إلى قصص حياتهم ومشاكلهم. هذه الصفات تجسد معنى حقيقية لما يسمى بـ"الحسن الباطني"، وهو نوع مختلف ولكنه أساسي للغاية مقارنة بالحسن المرئي. فالقدرة على تقديم الدعم الوجداني والكلمة الطيبة والمديح الصادق كلها أمور تزدان بها الشخصية النسائية مما يعزز مكانتها ويجعلها محبوبة لدى جميع من حولها.
وفي المقابل، هناك أيضًا اعتبار مهم آخر وهو احترام الذات والثقة بالنفس - فهي مفتاح لبناء صورة ذاتية إيجابية تساعد بدورها على إبراز محاسن الفتاة بغض النظر عما تقوله وسائل الإعلام الحديثة عن معايير الجاذبية المثالية. إن الثقة تنبع من معرفة الشخص لقيمة نفسه وصفاته الحميدة أكثر منه اعتمادا على آراء الجمهور العام. إذن، حين نرى امرأة متألقة بروح عالية وثبات عزيمة، فإن ذلك يعد مؤشرًا واضحًا لجودتها الخاصة والتي توصف بأنها "الجمال العملي".
وبالتالي، حين نقيس ونتحدث عن جمال المرأة، فلابد لنا من استيعاب طيف واسع ومتنوع لمظاهره الخارجية والداخلية. فلا يمكن لأحد أن ينكر التأثير الكبير لتلك الجماليات المتعددة الأوجه سواء كانت مادية أو غير مباشرة وغير مرئية للعيان مثل الخلالfillna_value=None)
