كان هناك رجل عجوز ثري عرف بكرمه وشفقته، ولكنه واجه تحديًا كبيرًا مع ولده الوحيد. رغم محاولاته الدؤوبة لنصح ابنِه، ظل الشاب أسيرًا لإسرافه وتحديه المستمر للأوامر والنصائح. ازدادت حالة الغضب والخيبة لدى الأب عندما رأى كيف يعيش ابنه حياة الانغماس غير المنظورة نحو الضلال والفوضى.
بعد أن شعر بالألم المعاناة من المرض المتزايد، اتخذ قرارًا مؤثرًا قبل رحيله المؤسف. طلب من أفضل عبيده الثقة والأمانة بناء غطاء خاص فوق إحدى زوايا قصرهم الفخم. هذا التصميم البسيط ولكن ذكي للغاية تضمن وجود فتحة سرية يمكن فتحها عند جر الحبل المرتبط بها. هنا قام بإخفاء جزء كبير من ممتلكاته النقدية والمعادن الثمينة التي كانت مصدر رزقه وطموحات مستقبل أبنه.
وفي لحظة وداعهما الأخيرة، وجه الأب إليه تعهدًا مرهقًا قائلا: "أيها الابن العزيز، أدين لك بكل مديوناتي وأتعهد بعدم بيع ملكيات هذه العقارات مهما حدث! حافظ عليها وعلى خصوصيتها كتذكار لي؛ لأن الموت سيأتي بصغار الأحلام والكبيرة منها بلا تنبيه". وفي نفس الوقت ترك وصيته المشؤومة لابنه:"إن وصل بنا الأمر لذلك اليوم السوداء، اعمل بما اخترت بنفسك واكتشف رفات أبيه تحت سقفه الأخير."
ومضى وقت طويل منذ تلك اللحظة المديدة المضنية المنقضية تاركا إياها بدون حل واضح بشأن مصيره المحتمل. ومع مرور الزمن بدأت تتلاشى روعة أثاث بيوت الآباء مما شكل بداية نهاية حقبة جديدة من الاستنزاف والتبعثر المرعب لأصولهم المالية وفقا لرغبتهم الخاصة بهم. بينما كانوا يحتفلون بسعادة وهم يسكبون مشروبات الروح الطاهرة داخل قلوبهم أثناء احتساء عصائر الخير المحلية، فإن أولئك الذين كانوا يدعمونهم قد اختفوا تماماً كما لو أنه كوب بارود انفجر مفجرا صحراء فارغة أمام ناظريهما المفجوعة عميق الحزن الفائض بالحيرة والاستياء وعدم فهم سبب تحول وضع صاحب القرار السياسي رأسًا على عقب بسبب نزوات شخص آخر!.
وفجأة وجدت عائلة السيد المغدور أنها الآن قائمة بذاتها اعتمادا فقط على بعض الرزق المكتوب لها مكتوبا مقدّرًا بمقدور الله سبحانه وتعالى وهو العالم خفايا الأمور وما تخفيه خوافي المصائب ومآلات الاجرام وكيفية التعامل مع نتائج الاغنياء حين يفقدون أغلى ما لديهم ويعجزون عن الإصلاح الداخلي برغم امتلاكهم لكل موارد النهوض مجددًا . وهكذا اصبح الكثير ممن هم حول الشخص ذو المكانة عالية سابقًا مجرد ذكرى جميلة محفورة بتقنية النمط البدائية القديمة والتي تبقى شاهدا علي ايام مضت كان يوجد دور هامشي لهم فيها والذي انهارت تدريجيًا نتيجة عدم القدرة على التحكم فيما يحدث خارج منظومات سلطة رب الاسر المؤسسة للإمبراطوريات التجارية العملاقة غرب البلاد الشرقية آنذاك والتي كانت ترتكز أساس كونها منطلق عملهم التجاري الرئيسي بالإضافة لتوزيع منتوجات متفرعات أخرى مثل : البيئة البحرية الثقافية والعادات الاجتماعية المختلفة المنتشرة جغرافيا بشكل واسع الانتشار بين البلدان المختلفة المحيطة مباشرة ومنتشرة كذلك بطرق البر والبحر الواصلة إليها جميع الجهات الاعتماد ارتباطها بشدة برابط اقتصادي ثابت ومترابط جدوي نجاح مؤسسات تجارية كبيرة ذات سمعة عالمية تمتاز بالإدارة الناشئة حديثا حديث الطبقات الجديدة التي ظهرت خلال فترة حكم الدولة المركزية الموحدة تحت راية واحدة رمز الوحدة الوطنية والدولة المركزية الحديثة المنظمة حديثا حسب المواصفات الدولية المعتمدة دولياً!
وهنا يأتي دوره مرة أخرى عندما انتهى بخسارة كل شيئ له وفقدان اقترابه من المجتمع الخارجي لصديقه القديم المقرب منه جدا حيث كان يقاسم خبرته ونصيحته دائماً ونظر إليه نظرات شوق واحسان ظلت ملازمة لعمره القصيرة نسبياً بالمقارنة بالمراحل العمرانية الأخرى للسلالة التاريخية لهذه العائلة الشهيرة جدًا والتي شهدت العديد من الاحداث السياسية المهمة والتي اثرت بشكل مباشر تأثير علاقتها القريبة جدا سواء بالقريب منهم اولابعيدة قليلا قليلاً قليلاً قليلاً ….