عند وفاة أحد الأحباب، يواجه المرء لحظة صعبة مليئة بالحزن والأسى. وفي هذه اللحظات العصيبة، يبحث المسلم عن الكلمات المناسبة التي يمكن أن تعزيه وتخفف عنه. في هذا المقال، سنستعرض بعض التوجيهات الشرعية والدعاءات المستحبة التي يمكن قولها لمن مات له ميت، مستندين إلى النصوص الشرعية والآثار النبوية.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" (البقرة: 155-156). هذه الآية الكريمة تشجع المسلم على الصبر عند المصيبة، وتذكره بأن كل شيء بيد الله، وأن الموت حق.

وعن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: "فلما مات أبو سلمة قالت: أتيت النبي ﷺ فقلت: يا رسول الله! إن أبا سلمة قد مات، فقال النبي ﷺ: قولي: اللهم اغفر لي وله، وأعقبني منه عقبى حسنة" (رواه مسلم). هذا الحديث يبين أهمية الدعاء للميت، حيث أمر النبي ﷺ أم سلمة أن تدعو للميت بالعفو والمغفرة، وأن يعوضها الله خيراً منه.

ومن الأدعية المستحبة عند زيارة الميت أو المريض قول: "اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس". كما يمكن قول: "رحمك الله يا فلان، غفر الله لك ورحمك وعافاك وأحسن إليك".

وفي الحديث الذي رواه الترمذي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "دخل رسول الله ﷺ قبرًا ليلًا وأُسْرِج له فيه سراج، فأخذه من قبل القبلة وكبر عليه أربعًا وقال: رحمك الله إن كنت لأواها تلًا للقرآن" (رواه الترمذي). هذا الحديث يبين جواز مخاطبة الميت بضمير المخاطب الحاضر، حيث خاطب النبي ﷺ الميت بقوله "رحمك الله".

كما روى الإمام مالك وأحمد عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه كان إذا دخل المسجد يقول: "السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبت". وهذا يدل على جواز مخاطبة الميت بضمير المخاطب الحاضر، كما فعل ابن عمر -رضي الله عنه- مع النبي ﷺ وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه-.

وفي الختام، يجب على المسلم أن يتذكر أن الموت حق، وأن الصبر عند المصيبة هو أفضل رد فعل. ومن الأدعية المستحبة عند زيارة الميت أو المريض قول: "اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأك