في الإسلام الغني بالمعاني والقيم الإنسانية الرفيعة, يُعتبر دور الأم محوراً أساسياً في بناء المجتمع المسلم. النبي محمد صلى الله عليه وسلم نفسه قد أكد على مكانة الأم بمجموعة متنوعة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على أهميتها ودورها الحيوي في الحياة الأسرية والمجتمع ككل.
الأحاديث النبوية توضح بجلاء تقدير الدين الإسلامي للأمومة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الجنة تحت أقدام الأمهات"، مما يشير إلى المكانة العالية للأم وفضل برّها. كما يشدد أيضاً على ضرورة الإحسان إليها قائلاً: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له". هذه الرواية تعكس مدى أهمية الأدوار المتعددة التي تقوم بها الأم ليس فقط خلال حياتها ولكن حتى بعد رحيلها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من علماء الإسلام عبر التاريخ قد تركوا بصمات واضحة في شرح وتوضيح هذا الدور المحوري للأم. عبد الرحمن بن ناصر البراك، عالم دين سعودي مشهور، يؤكد أنه "برُّ الأم هو أعلى مراتب البرِّ لأن وجود المرأة يرتبط ارتباطا وثيقا بالحياة نفسها؛ فالإنسان يأتي للحياة بسبب أمّه."
وفي النهاية، يمكن القول إن احترام وتعظيم دور الأم في الثقافة الإسلامية ليست مجرد ممارسة اجتماعية، بل هي أيضًا جزء أساسي من التعاليم الدينية. يتم تشجيع المسلمين على تنشئة أبنائهم على تقديس واحترام والدتهم، وبالتالي خلق مجتمع متماسك ومستقر يستند إلى القيم الأخلاقية والإنسانية الراقية.