الحكمة التي غيرت مجرى حياتي: رحلة اكتشاف الذات عبر الزمن

في رحلة الحياة التي لا تنتهي، نتعلم من التجارب والأحداث اليومية، ولكن هناك لحظات معينة تصبح فيها الحكمة مرشداً لنا نحو طريق التنوير الذاتي. واحدة من أ

في رحلة الحياة التي لا تنتهي، نتعلم من التجارب والأحداث اليومية، ولكن هناك لحظات معينة تصبح فيها الحكمة مرشداً لنا نحو طريق التنوير الذاتي. واحدة من أحكم ما سمعت يُقال هي "إن الإنسان ليس هو ما يفعل، لكنه ما يختار فعله". هذه العبارة البسيطة والموجزة لـWilliam James قد تركت تأثير عميق عليّ وأزالت غطاء الكثير من الغموض حول طبيعة القرار الإنساني.

هذه المقولة تدفعنا إلى التفكير بشكل أكثر تعمقاً فيما نقرر القيام به يومياً. إنها تشجعنا على النظر خارج حدود الأفعال الظاهرة ومراقبة الدوافع الداخلية والخيارات المتاحة أمامنا. بدلاً من التركيز فقط على النتيجة النهائية لأعمالنا، تحدد هذه الحكم أهمية العملية نفسها - اختيار الطريق الصحيح بغض النظر عما إذا كان سيوصلنا مباشرةً إلى هدفنا أم لا.

عندما نتوقف للحظة لنفكر في خياراتنا وتوقعاتنا قبل اتخاذ قرار، فإن ذلك يساعدنا على فهم ذاتنا بشكل أفضل. فكل إجراء نحاول تبنيه يعكس قيمنا وهدايتنا الشخصية. بهذا المنظور، كل فعل يبني شخصيتنا ويحدد مسار مستقبلنا.

لقد علمتني هذه الحكمة أن الفعل نفسه أقل أهمية بكثير مقارنة بالقرار الذي يقوده. إنه يشير إلى ضرورة جعل القيمة الأخلاقية والإنسانية جزءًا أساسيًا من عملية صنع القرار لدينا. إن الالتزام بتلك القيم حتى في المواقف الصعبة يجعلنا لا نواجه فقط نتيجة مشاكلنا بل أيضًا نفهمها وننمو منها كأفراد أقوى وأكثر حساسية وحكمة.

لذا، بينما نسافر خلال درب الحياة الطويل والعريض، دعونا نستلهم دائماً تلك الجملة الرائعة: "الإنسان ليس بما يفعل، ولكنه بما يختار فعله." فهي ليست مجرد عبارة جميلة بل مفتاح لفهم النفس البشرية وفهم العالم من حولنا بطريقة جديدة غنية وغنية بالحكمة.


مسعود الطاهري

7 Blog Mensajes

Comentarios