في كل عام وفي هذا اليوم المبارك من العام الدراسي، نستلهم من تراث الحكمة الإنسانية أجمل المقاطع التي تُنسب إلى أساطين التعليم وأهل الفضل والمعرفة عبر التاريخ البشري. إن دور المعلم ليس مجرد نقلاً للأدبيات الأكاديمية، بل هو تشكيل للعقول وإرشادٌ للنفوس نحو الخير والعلوم. فالمعلم يمثل جسر التواصل بين العصور ويحمل آمال الأجيال المتعاقبة.
قال ابن خلدون رحمه الله "إنما الناس في حاجتهم إلى العلماء كالناس في حاجتهم إلى النور". وبالمثل قال أبو علي الدقاق "من سلك طريق العلم وتعب فيه فهو عند الله كمن يقاتل في سبيله". هذه الأقوال ليست مجرد كلام جميل؛ إنها تعكس الثقل الروحي والجهد الكبير الذي يبذله المعلم لرفع المستوى الثقافي والعلمي للأمة.
وفي السياق الإسلامي، ذكر القرآن الكريم أهمية التعلم والإتقان في قوله تعالى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق:1]. هنا يُؤكد الرب عز وجل على القيمة القصوى للمعارف والحكمة. كما جاء في الحديث النبوي الشريف "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، مما يعزز المكانة الخاصة التي يحتلها المعلم كمصدر رئيسي للتوجيه والنصح والدروس الأخلاقية.
بالإضافة لذلك، تحتفل العديد من الدول والمجتمعات بيوم خاص لتكريم المعلمين نظراً لمساهماتهم الجليلة في تنمية المجتمع. مثل الاحتفالات العالمية باليوم العالمي للمدرس والذي يتم تأجيله سنوياً للاحتفال به عقب بدء الفصل الدراسي مباشرةً.
ختاماً، فإن تقديس المعلم ليس فقط واجباً دينياً وثقافياً، ولكن أيضا حقائق علمية إنسانية تؤكد فضائله ومساعيه للحصول على مكانته المرموقة ضمن مجتمعاتنا المحلية والعالمية. إنه رمز للإرادة الإنسانية المشتركة لبناء عالم أكثر معرفة وحكمة.