تتمتع البساطة بمكانة خاصة في الثقافات والأديان المختلفة عبر العصور. إنها تعني تقليل التعقيد وتركيز الاهتمام على الأمور الأساسية والإيجابية في الحياة. يمكن النظر إلى البساطة كشكل من أشكال التوازن والتواضع التي تؤكد قيمة الأشياء الصغيرة والطبيعية.
على سبيل المثال، غالباً ما يصور الفنانون مثل باولو سيكاربا والبسيطين الفن كمجرد وسيلة لإثارة المشاعر بدلاً من مجرد عرض التفاصيل المعقدة. بنفس الطريقة، نجد أن العديد من الأديان تشجع على بساطة الحياة الروحية. في الإسلام، يُذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال "التبسط خير لك". هذا البيان يعكس أهمية عدم الاغراق في المتع الدنيوية والحفاظ على حياة بسيطة متوازنة.
وفي السياق الحديث، أثبتت الدراسات العلمية كيف يمكن للبساطة أن تحسن الصحة النفسية والجسدية. الأشخاص الذين يستطيعون إدارة حياتهم بشكل أكثر بساطة عادة ما يشعرون براحة أكبر ويقل لديهم الضغط النفسي. كما توضح قصة سان ماركو بوغولي الشهيرة كيف أدى تبني نمط حياة أبسط بعد مرض خطير إلى زيادة سعادته وصحتة العامة.
بالإضافة لذلك، فإن فكرة البساطة ليس فقط مرتبطة بالحصول أقل ولكن أيضا بالقدرة على تقدير الأشياء الموجودة لديك بالفعل. هذه الفلسفة تسمى "الشكر"، وهي حجر الزاوية في الكثير من التقاليد الروحية والثقافية حول العالم.
بعبارة أخرى، حكم بشأن البساطة يؤكد لنا أن الحقيقة الجميلة غالباً ما تكون أبسط مما نتخيل.
