يوم الجمعة في رمضان له مكانة خاصة في الإسلام، فهو يوم مبارك يتميز بالعديد من الفضائل والأحكام التي تجعل منه يومًا مميزًا في هذا الشهر الفضيل. وفقًا للحديث النبوي الشريف، فإن يوم الجمعة هو "سيد الأيام" وأعظمها عند الله، حيث خلق الله فيه آدم وأهبطه إلى الأرض، وتوفي فيه آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئًا إلا أعطاه إياه. كما ورد في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة، أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر".
يوم الجمعة في رمضان هو يوم تفرغ للعبادة، حيث يستحب التفرغ للعبادة فيه أكثر من سائر الأيام. وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور، وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان. لهذا، من صح له يوم جمعته وسلمت له سائر جمعته، ومن صح له رمضان وسلم صح له سائر سنه.
ومن الأحكام المتعلقة بيوم الجمعة في رمضان فرض الكفاية، حيث يجب على المسلمين الاجتماع لصلاة الجمعة. كما أن الخطبة التي تسبق الصلاة لها أهمية خاصة، حيث تشتمل على الثناء على الله وتمجيده، والشهادة له بالوحدانية ولرسوله بالرسالة، وتذكير العباد بأيام الله وتحذيرهم من بأس الله ونقمته.
وفي هذا السياق، يمكن أن نذكر بعض العبارات الدعوية المنتشرة في رمضان والتي لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية. فالعبارة الأولى تشجع على ترك المعاصي في رمضان، ورد على شبهة شيطانية تصف من يعصي في غير رمضان ويترك المعصية في رمضان بالتناقض. والعبارة الثانية تحث على ترك المسلسلات والبرامج التي تهدر حسنات الصائم وأجر صيامه. والعبارة الثالثة تشير إلى أن من يمر عليه رمضان تلو رمضان دون استفادة منه فهو مع الخوالف، أي مع المخلّفين عن الطاعة.
وفي الختام، يجب أن نذكر أن التوبة لا تصح مع العزم على العودة للحرام مستقبلاً، وأن أكثر المسلسلات تشتمل على معاص تؤثر على الصيام وتنقص درجته. نسأل الله أن يوفقنا لاستغلال فضائل يوم الجمعة في رمضان في طاعته ورضاه.