لقد أثرت الأقوال الملهمة للشيخ محمد متولي الشعراوي -الفقيه الإسلامي المصري الشهير والمفسر المعروف للقرآن الكريم- تأثيرها العميق على ملايين الأفراد حول العالم العربي والإسلامي، وجسدت هذه الأقوال الحكمة والفكر العميق لواحدٍ من أكثر الشخصيات تأثيراً في تاريخ الفكر الديني الحديث. وفي هذا المقال، سنستعرض بعضاً من تلك الأحاديث النبوية الشريفة وأقواله المحفورة في ذاكرة كل من تعرف عليها.
كان الشيخ شعراوي يتميز بطريقته الخاصة التي يجمع فيها بين تبسيط المفاهيم الإسلامية والدينية الصعبة وبين تعميق فهم المتلقي لها بشكل عميق. وقد برز ذلك جليا فيما أسماه "التفسير بالمعقول"، وهو نهجٌ يقوم على تقديم شرح مفصل ومباشر للنصوص القرآنيّة وذلك باستخدام الأمثلة اليومية والعيش الواقعي للمتعلمين مما يساعد على ترسيخ المعلومة وفهمها بشكل أفضل. ومن هنا جاء حرصه الكبير على النصائح العملية والتوجيهات الإرشادية المستمدة مباشرةً من التعاليم الإسلامية الأصلية.
وفيما يلي بعض الأمثلة اللامعة لأقواله النافعة والتي ما زالت تحمل رسائل هادفة حتى يومنا الحالي:
- يقول الشيخ الشعراوي في حديث له حول أهمية العمل الجاد: "إن الله عز وجل قد جعل لكل عمل جزاء وابتلاؤه؛ فإذا ابتلاك باسترخاص الحياة الدنيا، فهو يريد أن يكرمك بتيسير الآخرة." تُظهر هذه المقولة مدى ارتباط التفاني في الحياة اليومية بالأجر والثواب الروحي حسب المنظور الإسلامي التقليدي. تشجع مثل هذه الأقوال المسلمين على النظر إلى أعمالهم كوسيلة لتحقيق البركة والنماء الدائم بحياتهم ورزقيهم.
- كما يؤكد دائماً على دور التربية والسلوك الأخلاقي الطيب، مشيرا إلى أنه أساس للحياة المثلى: "تربية الناس ليست فقط في التعليم والأمانة المالية بل أيضا في إصلاح النفوس وتنوير عقل الإنسان". توضح عباراته العديدة حول قيمة حسن الخلق والحفاظ عليه كيف يمكن للأخلاقي الحميد أن يحدث تحولا جذريا ليس فقط لدى أفراد المجتمع ولكن أيضا داخل المجتمع ذاته.
- وفي معرض حديثه عن قوة الصبر والصمود أمام تحديات الحياة، نجد قوله حكيماً جدا: "الصبر نصف الإيمان.." تخاطب عبارات كهذه قلوب المؤمنين لتدعوهم للاستعانة بالقوة الروحية خلال محنتهم ومعاناتهم المختلفة ضمن منظور إيماني شامل ومتكامل.
- ثم ينتقل بنا إلى الجانب الإنساني الأكثر قربا لقلب المرء عندما يستشهد قائلاً:"الله خلق آدم وأمر الشمس بأن تسطع فوق رأسه ، فعرف أنها لن تغرب أبدا طالما هو حيّ .. فانظر كم هي كبيرة قدرتك حين ترفع نظرك للسماء! ". تكشف لنا مقولاته المشوقة جانب آخر لحكمة الشعراوي وهي القدرة على توصيل الرسالة الغنية بالعبرة بمفردات بسيطة وجذابة للغاية.
- أخيرا وليس آخرا، يعكس تقديره للشباب ودوره الأساسي نحو بناء مستقبل أفضل بما قال :"الشباب هم ذخائر الوطن.. إن لم تنفعوها ضاعت البلاد!" تعد دعوته الشباب للاقتداء بهدى سلفهم الصالح وإسهامات علماء الدين القدامى مصدراً مهماً للإلهام للتقدم مع الحفاظ على الهوية والقيم الثقافية العربية والإسلامية 고وني وقتنا الراهن خصوصا وسط بحر تكنولوجي يغرق فيه الكثيرون بدون علامات مرجعية واضحة المدى.
كل واحدة من هذه المقولات الثمينة تعكس جانباً فريداً لرؤية الشيخ الشعراوي الواضحة للعالم من حوله وكيف تتم ترجمتها لفهم معمق لعظمة ديننا الحنيف وتمكين حياتنا الشخصية منها كذلك. إنها شهادة راسخة لإرثه الرائد كموجه روحي وعالم ديني بارع ترك بصمة خالدة في مجالات عديدة تتخطى حدود الزمان والمكان بفضل صدقه ونقاء أغراضه النبيلة تجاه البشرية جمعاء.