فوائد وأجر القيام بالليل حسب أقوال العلماء والمصلحين عبر التاريخ

القيام بالليل هو عبادة عظيمة لها مكانة خاصة في الإسلام، وأكد عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: "إنَّ في النَّاسِ لَعَجَبًا يُصَلِّي فِي الْبُ

القيام بالليل هو عبادة عظيمة لها مكانة خاصة في الإسلام، وأكد عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: "إنَّ في النَّاسِ لَعَجَبًا يُصَلِّي فِي الْبُيُوتِ." [رواه أبو داود]. يعد هذا الفعل من الأمور التي تقرب المؤمن إلى خالقه وتزيد من إيمانه وتواصله الروحي مع رب العالمين. دعونا نستعرض بعض الأقوال الدينية حول أهمية القيام بالليل وما يجلبه من ثمار روحية ومعنوية للمسلم.

قال الإمام ابن القيم الجوزي رحمه الله: "السهر للعابد كالغذاء للآكل". يشير هذا القول إلى ضرورة الاستمرار في العبادات الليلة حتى تصبح جزءاً أساسياً من حياة المسلم اليومية مثل الغذاء بالنسبة للجسد. كما أكد أيضا أنّ قيام الليل يحقق الوحدة بين العبد وخالقه. وقال أيضاً: "بالقيام تنشرح الصدور وتنجلي الأحزان ويعلو النفس وترتفع عن الشحناء والبغضاء والكراهية"، مما يدل على تأثيرها الإيجابي في تحقيق السلام الداخلي والتخلص من المشاعر السلبية.

ومن جهته, قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - رحمة الله عليه -: "إنّ قيام الليل سبب لتطهير القلب من الرذائل وغرس الفضائل فيه". يعكس هذا البيان كيف يمكن لقوة الروحانية التي تأتي من العمل الدؤوب أثناء ساعات الظلام أن تطهر النفس وتحسن خلق المرء وعلاقاته الاجتماعية.

بالإضافة لذلك، ذكر علماء الدين بأنّه عند القيام بالنوافل خلال الليل يتم منح الأجر المضاعف بإذن الله بناءً على قول الرسول الكريم: "إنَّ اللَّهَ وملائِكَتَهُ يصلُّونَ عَلى عَبَدٍ قامَ بِلَيْلٍ."[رواه مسلم]. إنَّ هذه بركات اضافية لاتحاد الانسان بخالقيه وتعظيمه لأوامر سيده سبحانه وتعالى.

وفي النهاية, فإن القيام بالليل ليس فقط سنة مؤكدة بل أيضًا مصدر قوة لصاحبها ويحفزه لمواصلة طريق الحق والصلاح مهما كانت الضغوط والأعباء الأخرى بالحياة الدنيا ثقيلة الثقل عليه. إنها استجابة صادقة لدعوة الرب الواحد جل جلاله والتي تغير حال الإنسان نحو الخير دوماً وتجعله أكثر قرباً منه عز وجل.


هبة العياشي

6 Blogg inlägg

Kommentarer