أصول وأبعاد مثل 'جزاء سنمار': دراسة في الأدب الشعبي والعبرة الخالدة

مثل "جزءه جزء سنمار" يعتبر واحدا من أشهر الأمثال في الثقافة العربية، والذي يعكس عمق ودقة الوعي الإنساني والفلسفي للأمة. جذوره تعود لأساطير قديمة ومشاه

مثل "جزءه جزء سنمار" يعتبر واحدا من أشهر الأمثال في الثقافة العربية، والذي يعكس عمق ودقة الوعي الإنساني والفلسفي للأمة. جذوره تعود لأساطير قديمة ومشاهد تاريخية معروفة.

كان النعمان بن المنذر، ملك الحيرة، يريد بناء قصر فاخر ليظهر أمام ضيف مهم – وهو ابن ملك الفرس - ولدعم العلاقات بين البلدين. فقد طلب مهندسا ماهرا من الروم يدعى سنمار لإتمام المهمة. بعد الانتهاء من العمل، قام الملك بتقييم الدقة والإتقان المهيب للقصر. عند سؤال الملك حول قدرة شخص آخر على صنع مثل هذه التحفة الهندسية، لم يكن رد سنمار أكثر تحديدا: "لا أحد يمكنه ذلك". رغم ذلك، اعتقد البعض أن هذا التصريح مدفوع برغبة جامحة في الاعتراف والحفاظ على مكانته الخاصة. وفي النهاية، دفع الملك سنمار من أعلى القصر مما أدى إلى وفاته.

هذه الرواية الأولى هي الأكثر شهرة ولكن هناك نسخة أخرى تتعلق بأطم أُحيحَّة بن الحلاج الذي أمر أيضا بسحق سنمار. أشار الأخير بحكمة إلى ضعف طفيف في البنية التي يمكن أن تؤدي إلى انهيارها إذا ما تغير موقع حجارة معينة. عندما أكد ذلك للحلاج، تمت مكافأة المعرفة والمعرفة بالقتل بدلا من الثناء عليها.

توضح هاتان القصتان مفهوم الجزاء الظالم للإحسان أو تقديم الخدمات الرائعة مقابل الإساءة. إنها درس أخلاقي عظيم حول أهمية الاحترام والكرم تجاه أولئك الذين يساهمون بشكل كبير في حياة الآخرين ورفاهيتها.

بالإضافة لذلك، فإن العديد من الأمثال الشعبية الأخرى تقارب نفس الموضوع، مثل "خيراً تعمل شراً تلقى"، وهذا يشجع على عدم انتظار المكافآت البشرية بل التركيز دوما على رضا الرب الكريم.

وفي نهاية المطاف، يقول القرآن الكريم: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"، دلالة واضحة على كيف أن الأعمال الطيبة تستحق تقديرا مماثلا لها وليس العقاب. كلمات مثل تلك تعلمنا بأن العدالة الحقيقية والأخلاق الرفيعة تكمن داخل الضمير الداخلي لنا جميعا.


سنان بن شعبان

13 Blog indlæg

Kommentarer