كانت الأيام التي قضيتها برفقة صديقي في مرحلة الطفولة مليئة بالضحكات والحكايات الجميلة التي مازلت أحفظها حتى اليوم. إنه الشخص الذي شاركني أول خطواتي وأول كلماتي الناطقة، والذي كان دائمًا حاضرًا ليسمع قصة جديدة أو يشاركني لعبة بدائية. كانت علاقتنا مبنية على الثقة الغريزية، حيث لم يكن هناك حاجة للتعبير عن المشاعر الصعبة لأن كل شئ بيننا واضح وجدي.
من خلال تجارب الحياة البسيطة، تعلمت الكثير منه. لقد علمني قيمة الولاء والإخلاص والصبر. كان لديه القدرة الفطرية على جعل الأمور تبدو بسيطة وسهلة، حتى عندما تكون الأشياء صعبة حقًا. سواء كان ذلك مشاركة حلوى واحدة أو الوقوف ضد الخصوم المتنمرين، فقد ظل ثابتًا مثل الجبل.
مع مرور الوقت وتطورنا نحو سن الشباب، ظلت صداقتنا تتغير ولكن الروابط التي تربطنا بقيت كما هي. رغم الاختلافات والتحديات الجديدة، كنا دائماً قادرين على التعويض ونعيد بناء جسور التواصل التي قد تهتز بسبب الضغط اليومي للحياة الواقعية.
في النهاية، صديق الطفولة ليس مجرد شخص تقضي معه وقتاً ممتعاً فقط؛ بل هو جزء حيوي من نموك وشخصيتك. يمكن إلقاء نظرة عليه باعتباره مرآة تعكس جوانب مختلفة من نفسك وكيف تطورت عبر الزمان والمكان. بالنسبة لي، هذا الرجل ليس مجرد ذاكرة جميلة - إنه مصدر إلهام مستمرة لأرى العالم بنظرة أكثر بساطة وإيجابية.