بين صفحات الواتساب، ينثر قلب المحب قصائد من الفؤاد لشخص واحد فقط؛ الأب الغائب. هذه الرسائل ليست مجرد كلمات مطبوعة، بل هي عناق مفقود وملامسة لطيف كانت موجودة ذات يوم. هنا بعض الأحرف التي تحمل همسات الشوق والدعاء له أثناء رحلته.
الشوق يعتصر صدري، كيف يمكن للعمر أن يستمر بدون حضور قدميه؟ منزلك فارغ كالبيت الخرب، والقلب خاوٍ كالنافذة المفتوحة تحت الأمطار القاسية. كم اشتقت لصوت ضحكة صباحية تستيقظ عليها الأرواح! كل لحظة تمر تشعرني بانخفاض مستوى الجاذبية نحو الأرض؛ يبدو أنها تحاول مداعبة ليلاً أتمنى فيه رؤية وجهك الكريم.
يا من حملتنا بين ذراعيه وعانقنا بالحنان، تغيب كثيرا ولكن تبقى دائماً في أعيننا. ربما تعلم البشرية جميعاً كيف تكون الرحلة طويلة ومتعبة، إلا أنه بالنسبة لنا، فإن كل ثانية تقضيها مبتعداً تعد قرن من الألم والعذاب. هل تعلم يا أبي بأن غيابك جعلني أفهم حق المعاناة التي يعيشها الناس بسبب حبهم لمن يحبون؟
دعونا نتضرع سوياً لله سبحانه وتعالى ونطلب منه الحماية والأمان خلال مسيرة سفرياتكم الطويلة. "اللهُم حفظه وارزقه النجاح والتيسير لكل خطوة". إن أسفاركم قد أعادت تعريفنا لما يعنيه الصبر والإصرار. نحن نتوق لرؤيتكما مرة أخرى وبكل تأكيد سنكون هنا منتظرين بشوق حتى ولو استغرقت تلك الانتظارات سنوات.
وفي النهاية، دعونا نعترف بأن الحب ليس مجرد مشاعر حسية ترى بالعين المجردة, إنه موجود أيضا داخل الروح الإنسانية والتي تراه بشكل مختلف تمام الاختلاف عنه. إنها قوة عميقة تكمن خلف هذا الشعور تسمى بالأبوة، وهي أقوى مما تخيله الإنسان نفسه.