- صاحب المنشور: طه بن منصور
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدت المجتمعات حول العالم زيادة كبيرة في استخدام التقنيات الرقمية بين فئة الشباب. هذا الاتجاه الواسع يثير العديد من القضايا المتعلقة بصحة الشباب النفسية والعاطفية. الدراسة المقارنة التي أجريت بين جيلين متجاورين - جيل زيد أو "الجيل زد" وجيل الألفية - توضح كيف يمكن للتغيرات الحادة في تعامل الإنسان مع التقنية الحديثة أن تؤثر على صحته العقلية.
تزايد الاعتماد على التكنولوجيا وتأثيرها المحتمل
يعتبر كل من جيل زيد والألفية جزءاً أساسياً من مجتمع اليوم الرقمي؛ حيث يتفاعل الأفراد ضمن هذين الجيلين مع الإنترنت والتطبيقات الذكية بطرق مختلفة ومتنوعة. هذه الوسائط الرقمية تقدم مجموعة واسعة من الخدمات والميزات مثل التواصل الاجتماعي، التعليم الإلكتروني، العمل عن بعد وغيرها الكثير. ولكن، هناك جانب مظلم لهذه القصّة وهو التأثيرات الصحية المحتملة لهذه الوسائل الجديدة.
القلق والإدمان الإلكتروني كأمراض نفسية شائعة
تشير البيانات إلى وجود علاقة مباشرة بين الاستخدام الكبير للموبايلات والحواسيب المحمولة وبين ظهور أعراض قلق وإدمان رقمي متزايدة لدى بعض أعضاء هاتين الفئتين العمريتين. الباحثون يشيرون إلى عدة عوامل محتملة تساهم في ذلك، منها:
- الفصل الاجتماعي: قد يؤدي الانغماس الزائد في عالم الديجيتال إلى تقليل فرص التفاعلات الشخصية الواقعية مما يعزز الشعور بالعزلة الاجتماعية.
- التعرض المستمر للضغط: الرسائل الواردة باستمرار عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو تحديثات الأخبار قد تخلق مستويات مرتفعة من الضغط النفسي.
- النقص في النوم: الإشعاع الصادر من الشاشات الليلية بالإضافة إلى القدرة الجاذبة لتلك الأجهزة يمكنهما تعطيل دورة نوم المستخدم الطبيعية.
الاختلافات بين الجيل زيد والألفية وكيف تعكس تلك الاختلافات احتمالات الصدمات النفسية المختلفة؟
على الرغم من تشابه البيئات الرقمية لكلا الجيلين إلا أنهما يختلفان في كيفية التعامل مع التكنولوجيا ومدى اعتمادهم عليها. يُعرف جيل الألفية بأنهم "الأوائل"، وهم الذين عايشوا التحول نحو العالم الرقمي منذ طفولتهم المبكرة حتى مرحلة الشباب. بينما يعدّ جيل زيد أكثر انفتاحًا وانتهاز الفرصة للاستفادة الكاملة ممّا تقدمه التكنولوجيا لهم نظرًا لكونها جزءًا أصليًا ومستقرًا حياتهم منذ ولادتهم الأولي. رغم اختلافاتهما الظاهرة، إلّا إن الاثنان يشتركان بمجموعة مشتركة من المخاطر المرتبطة بالاستخدام المفرط للتكنولوجيا والذي يتمثل غالبًا بالإفراط والاستهلاك المفرط للحياة الرقمية مقابل الحياة العملية والسعادة الداخلية غير المرئية خلف الشاشة الصغيرة .
ومن هنا نرى مدى أهمية إجراء بحث علمي عميق لمراقبة الآثار الجانبية المحتملة لإطلاق العنان لكل طاقاتنا وقوتنا البشرية تحت وطأة قوة جديدة اسمها "العصر الذكي" الذي ينمو بسرعه مذهله ويحتجب أمام ناظريه العديد من المساؤاة والتغير الثقافي والسلوك الإنساني لهؤلاء الناشئين حديثاََ في هذه الحقبه الغامضة والمعاصرة لدينا الآن!