تأثير الألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية للشباب: دراسة تحليلية

لقد شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا كبيرًا في شعبية الألعاب الإلكترونية بين الشباب. هذه الظاهرة ليست مجرد هوس بل لها آثار عميقة قد تؤثر على جوانب عديدة م

  • صاحب المنشور: سعدية العلوي

    ملخص النقاش:
    لقد شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا كبيرًا في شعبية الألعاب الإلكترونية بين الشباب. هذه الظاهرة ليست مجرد هوس بل لها آثار عميقة قد تؤثر على جوانب عديدة من حياة الفرد، خاصة فيما يتعلق بصحتِهِ النفسيَّة. يهدف هذا التحقيق إلى استكشاف العلاقة المحتملة بين الوقت الذي يقضيه اللاعبون الصغار أمام الشاشات والآثار التي قد تحدثها تلك الجلسات الطويلة المستمرة.

تأثير الألعاب على النوم

أظهرت الدراسات العلميّة أن قضاء وقت طويل أمام شاشات التلفزيون أو الأجهزة الرقمية يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في النوم لدى الأطفال والشباب. الضوء الأزرق المنبعث من هذه الأجهزة يعيق إنتاج الميلاتونين - وهو الهرمون المسئول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ لدينا. وقد وجد الباحثون أنه كلما زاد استخدام الطفل للألعاب الإلكترونية قبل موعد نومه, انخفضت جودة نومِه. وهذا بدوره له تأثيرات مضاعفة حيث يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإرهاق اليومي وضعف التركيز والتشتيت الذهني مما يزيد من الاعتماد على اللعبة كوسيلة للهروب من ضغط الحياة الواقعية.

القلق والإدمان

بالإضافة لنقص النوم, فإن الاستخدام المتكرر للألعاب الإلكترونية مرتبط أيضا بمستويات أعلى من القلق والأعراض المرتبطة بالإدمان. يشعر بعض الأفراد بالقلق بشأن أدائهم داخل اللعبة وكيف سيقيّمو الآخرون لأدوارهم وأفعالهُم أثناء التشغيل. بالإضافة لذلك, تصبح العديد من الألعاب محفزة للغاية ومليئة بالمهام المشوقة, مما يسهل الانجذاب نحو المزيد والمزيد منها وبالتالي الوقوع في دائرة الإدمان والتي تتضمن فقدان الشعور بالتوقيت وانخفاض الحافز للأنشطة الأخرى خارج حدود العالم الافتراضي لهذه العوالم الرقمية.

تعزيز المهارات الاجتماعية والسلبية

على الرغم من وجود احتمالات لتعلم مهارات اجتماعية جديدة عبر الإنترنت, فإنه غالبا ما يتم تضخيم الجوانب السلبية مثل التنمر الإلكتروني والحجة اللفظية العنيفة وغير ذلك الكثير. قد يستخدم البعض الأكاذيب لتقديم صورة وهمية لأنفسهم محاولين بذلك بناء صداقات افتراضية على حساب الصداقات الحقيقية. كما أنها تشجع أحياناً على عزلة غير صحية عن المجتمع الخارجي وتبديل جميع الأنشطة الترفيهية التقليدية بالأحداث الرقمية.

خاتمة

في حين توفر لنا ألعاب الفيديو متنفسا ممتعا وفريدا للتسلية الذاتية, إلا إنها تحتاج لرصد دوري ولوائح منزلية صارمة للحفاظ عليها ضمن الحدود الآمنة لممارسيتها الشخصية. ينصح الخبراء بأن تكون فترة لعبه الحد الأدنى ثلاث ساعات يومياً وأن تزامن مع فترات الراحة والنوم الكافي للمستخدم الأصغر سنّا كي تساعدنا موازنة مكاسب وهدر الطاقة لإنتاج أفضل حالة ذهنية للجسد والعقل معاً!


سعيد الدين الجزائري

5 مدونة المشاركات

التعليقات