- صاحب المنشور: أمجد الهلالي
ملخص النقاش:
استراتيجيات التعلم النشط تمثل نهجا تعليميا حديثا يركز على مشاركة المتعلم الفعالة وتفاعله مع المواد التعليمية. هذه الاستراتيجيات تستمد قوتها من كونها تشجع الطالب على الكتابة والتحدث والتجربة والمشاركة الجماعية، مما يسهم في بناء فهم عميق للمادة الدراسية. الهدف الرئيسي لهذه الورقة البحثية هو فحص مدى تأثير استراتيجيات التعلم النشط على تحسين أداء الطلاب الأكاديمي. سنستعرض هنا بعض الأبحاث الحديثة التي تناولت هذا الموضوع.
في دراسة أجريت عام 2019 تحت عنوان "The Impact of Active Learning Strategies on Academic Performance"، وجد الباحثون أن استخدام طرق التدريس النشطة مثل المناقشة والمشاريع وألعاب الفيديو التعليمية قد أدى إلى زيادة كبيرة في درجات الاختبار النهائي للطلاب مقارنة بتلك الذين تلقوا الدروس التقليدية. كما أظهر التقرير أيضًا تحسنًا ملحوظًا في مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار لدى مجموعة الطلاب الذين طبق عليهم نموذج التعلم النشط.
بالإضافة إلى ذلك، توضح العديد من التجارب الأخرى كيف يمكن لاستراتيجيات القراءة الصامتة وممارسات الكتابة الجماعية وغيرها الكثير أن تساهم بشكل فعال في رفع مستوى التحصيل العلمي للطلبة. حيث تتميز هذه الأساليب بإشراك جميع الحواس لدى الفرد وبالتالي توسيع نطاق الأفكار والمعارف لديه وتعزيز قدرته على الربط بين المعلومات المختلفة.
ومن الجدير بالذكر أيضا دور التكنولوجيا في دعم عملية التعليم عبر الوسائل الرقمية والتي تعتبر جزءاً أساسياً ضمن آليات التعلم النشط الحديثة. فقد أصبح بالإمكان الآن تقديم دورات تعليمية متعددة الوسائط تأخذ بعين الاعتبار اختلاف القدرات الذهنية لدى كل طالب وذلك باستخدام تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي وغيرهما من الأدوات المساعدة للتعلّم الشخصي المُخصَّص حسب حاجات الجمهور المستهدف.
وفي نهاية المطاف، فإن نتيجة تلك الدراسات توحي بأن اعتماد مبادئ التعلم النشط داخل نظام التعليم العام سيؤدي بلا شك لتطور جودة العملية التربوية وتحقيق أفضل نسب نجاح لمنتسبي المدارس والمؤسسات التربوية بأشكالها كافة وفي مختلف المجالات المعرفية والعلمانية كذلك. وبذلك يستطيع المرء تقدير أهميتها كمفتاح رئيس لتحسين كفاءة المنظومة التعليمية برمتها والحفاظ عليها مواكبة لأحدث اتجاهات العصر وطرق التدريب المثلى لإعداد أفراد قادرين على صنع تغيير حقيقي نحو مجتمع أكثر تقدم وتنمية مستدامتين.