• صاحب المنشور: ناجي الصقلي
  
  ملخص النقاش:
  في عصر المعلومات الرقمية الحالي، أصبح دور وسائل التواصل الاجتماعي أكثر بروزاً وتأثيراً ليس فقط كمنصة للترفيه والتواصل الشخصي وإنما أيضاً كمصدر رئيسي لمعلومات حول القضايا السياسية. هذه المنصات توفر فرصة فريدة للمعلومات والآراء للتداول بسرعة وكفاءة عالية بين المستخدمين. لكن هذا التطور لم يأت بلا تحديات؛ فالتعرض المستمر للأفكار المتباينة عبر الإنترنت قد يؤثر بشكل كبير على كيفية تكوين الأفراد لأرائهم الشخصية وتحولها مع الوقت.

تأثير انتشار الأخبار الزائفة

يمكن أن تكون وسائل الإعلام الاجتماعية محركًا قويًا لنقل الأخبار والأحداث الجارية ولكنها أيضًا مصدر محتمل للأخبار المضللة أو "الأخبار الكاذبة". عندما تتناقل هذه الأخبار الخاطئة بكثافة، يمكن أن تؤدي إلى سلسلة طويلة من التأثير غير الصحيح على التحيزات والمعتقدات العامة لدى الجمهور. الدراسات الحديثة كشفت أن العديد من الأشخاص يتلقون معلومات سياسية خاطئة وهم يعتقدون أنها حقيقية مما يعزز الأحاديث الجانبية ويضعف الثقة في العملية الديمقراطية.

الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي

الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي يلعبان دور هام في تحليل البيانات الضخمة التي يتم توليدها يوميًا عبر الشبكات الاجتماعية. باستخدام خوارزميات التعرف على النمط، يستطيع النظام تحديد المواضيع الشائعة والمواقف المؤيدة/المعارضة لها بناءً على رد فعل المستخدمين تجاه الحوادث الرئيسية والحملات الانتخابية وغيرها. رغم الفائدة الواضحة لهذه التقنيات، إلا أنه هناك مخاطر مرتبطة بتلاعب نتائج الاستطلاعات وانتقاء المعلومات لإظهار وجهة نظر واحدة.

دور البوابات الإخبارية

غالباً ما تلعب مواقع البوابة الإخبارية دوراً محورياً في تصفية المحتوى الذي يصل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. تقوم هذه المواقع بتوفير أنواع مختلفة من المقالات والتقارير الإخبارية والتي غالبًا ما تعكس توجهات محددة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. بالتالي فإن اختيار الموقع الذي يقضي فيه المرء معظم وقته قد يشكل جزءا أساسيا من توجهه السياسي وعرضه للعناصر المختلفة المعروضة عليه عبر العالم افتراضي.

أهمية التعليم والإعلام الناقد

لتبديد تأثيرات سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ينبغي التركيز على تعزيز مهارات التحقق والدقة عند مواجهة الأخبار الجديدة. فهذا النوع من التدريب يمكن أن يساعد الناس في فهم كيف يعمل الفيسبوك وتويتر وتيك توك وما شابه ذلك وكيف يمكن استغلال تلك المنصات لتوجيه الرأي العام نحو اتجاهات معينة. بالإضافة لذلك، تساهم المؤسسات الأكاديمية بقوة كبيرة بنشر بحوث علمية موثوقة لفهم أفضل لكيفية عمل دوائر الاتصال هذه وأساليب الحد منها ومن آثارها المضرة بالمجتمعات المحلية والعالمية.

ختاماً، تعدّ عملية مراقبة وإدارة شاملة لحالة الحقائق داخل فضاء الواحات الإلكترونية عاملاً جوهرياً لتحقيق بيئة صحية ومستدامة بالنظر لقدرتها الهائلة على تشكيل اتجاهات مجتمعات بأسرها ولابداع فرص جديدة للتغيير المجتمعي بطرق موضوعية وآمنة بعيدا عما يحدث حاليا حيث الفرق الوحيد الآن هو مقدار الوصول الى المعلومة ولا يوجد فرق بالمحتوى ذاته!