- صاحب المنشور: فايزة بن بكري
ملخص النقاش:التأثير الاجتماعي لوسائل التواصل الاجتماعي على الشباب
تُعد وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياة العديد من الأشخاص حول العالم اليوم. ومن بين هذه الفئات الأكثر تأثراً هي فئة الشباب الذين يقضون ساعات طويلة يومياً على هذه المنصات. هذا الاستخدام المتزايد لهذه الوسائل يفتح الباب أمام مجموعة من التأثيرات الاجتماعية الإيجابية والسلبية التي قد تؤثر على نموهم وتطورهم الشخصي والاجتماعي.
من الناحية الإيجابية، توفر وسائل التواصل الاجتماعي للشباب فرصاً للتواصل مع الآخرين عبر الحدود والعادات والثقافات المختلفة. يمكن أن تساهم في تعزيز قدرتهم على التعلم واكتساب المهارات الجديدة، حيث يمكنهم الوصول إلى كميات هائلة من المعلومات والموارد التعليمية. بالإضافة إلى ذلك، تلعب دوراً مهماً في بناء علاقات اجتماعية جديدة وممارسة التعاون الجماعي والإبداع المشترك.
مع ذلك، فإن هناك جانب آخر مظلم لهذا الأمر. فقد ثبت أن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب لدى الشباب بسبب الضغوط المرتبطة بالمظهر الخارجي والأداء لأقرانهم. كما أنه يشكل خطراً على الخصوصية الشخصية وقد يتسبب في مشاكل تتعلق بالمعلومات الكاذبة والتلاعب بها.
بالإضافة لذلك، قد يؤثر الوقت الذي يقضيه الشبان أمام الشاشات بشكل سلبي على صحتهم البدنية والنفسية. إن قلة النوم والحركة النشطة نتيجة للإدمان الرقمي يمكن أن تزيد من خطر الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب وزيادة الوزن. علاوة على ذلك، فإن الافتقار للمشاركة المجتمعية الحقيقية والاستعانة المستمرة بالعالم الافتراضي يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الشعور بالترابط العائلي والأصدقاء الحقيقيين مما يعزز الشعور بالعزلة والفراغ الداخلي.
وفي نهاية المطاف، يبدو واضحًا أنه بينما تحمل تكنولوجيا الاتصالات الحديثة الكثير من الفوائد المحتملة ، إلا أنها تستلزم أيضا حواراً مجتمعيا متعمقا حول كيفية استخدامها بطريقة مسؤولة وصحيّة خاصة بالنسبة للجيل الجديد. ويجب تشجيع الأفراد والشركات والدول على وضع سياسات واستراتيجيات تحافظ توازن بين الاستفادة القصوى منها وتحقيق نتائج ايجابيّة بعيدة المدى .