- صاحب المنشور: برهان القاسمي
ملخص النقاش:في قلب ثورة التكنولوجيا الرقمية الحديثة، يبرز نظام بلوكشين كمفهوم مبتكر يشكل مستقبل العديد من القطاعات. على الرغم من الفوائد الواضحة التي توفرها هذه التقنية مثل الشفافية والأمان العالي والحوسبة اللامركزية، إلا أنها تواجه انتقادات حادة بشأن تأثيرها البيئي المحتمل.
تستند تقنية البلوكشين إلى آلية العمل القائم على الحساب - والمعروف باسم حساب الإجماع- والذي يتطلب قوة حسابية هائلة لإثبات المعاملات الجديدة وإدراجها في الكتل الموجودة حاليًا. هذا الطلب الكبير على الطاقة يؤدي إلى زيادة استهلاك الكهرباء وبالتالي الانبعاثات الغازية الضارة بالبيئة. بحسب دراسة أجرتها جامعة كامبريدج عام 2021، فإن الشبكة الأساسية للبيتكوين وحدها تستهلك كميات طاقة سنوية تعادل تلك التي تستعملها دولة بأكملها مثل الأردن أو فنلندا.
تأثير الاستدامة
- استخدام الطاقة: يُعتبر استخدام الطاقة أحد أكثر الجوانب حساسية عندما يتعلق الأمر بالتأثير البيئي لبلوكشين. عملية التحقق والتحقق المستمر للمعاملات تتطلب قدر كبير من موارد الكمبيوتر مما يعزز استهلاك الطاقة بشكل غير مباشر.
- الانبعاثات الكربونية: تشير تقديرات مختلفة إلى أن قطاع العملات المشفرة كله قد ينتج حوالي 37 مليون طن متري من انبعاثات غازات الدفيئة كل سنة، وهو مستوى مشابه لما تصدره الدولة الصناعية الصغيرة كالنرويج مثلاً.
الحلول المقترحة
- تقنيات جديدة: هناك جهود متزايدة نحو تطوير خوارزميات أكثر كفاءة واستخدام نماذج تسجيل دفاتر مطابقة للحالة والتي يمكن أن تخفض بكثير الاعتماد الحالي على الحساب.
- مصادر الطاقة الخضراء: تحويل عمليات تعدين العملات الافتراضية لاستخدام طرق وأساليب توليد للطاقة الصديقة للبيئة مثل الرياح الشمسية والمياه وغيرها سيخفف الكثير من اعتماده الحكوميين والأعمال التجارية على المحطات المركزية القديمة الأكثر ضرراً.
- إعادة التدوير وتجديد المعدّات: إعادة تدوير تجهيزات معينة الخاصة بتعدين البيتكوين الأخرى تعتبر أيضًا خطوة مهمّة لتحقيق اهدافنا المناخية العالمية طويلة المدى حيث إنها تولد نتائج نفايات ضئيلة بالمواصفات الأوروبية.
إن التعامل بشكل مسؤول مع الآثار الناجمة عن تكنولوجيات ناشئة يعد واجباً ملزماً لكل مجتمع يسعى للقيم الأخلاقية والاستدامة الاقتصادية والعيش بطريقة صحية بيئياً.